رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات العجب.. ولا الصيام في رجب!


كلنا ننتظر الانتخابات البرلمانية القادمة، وكل منا له هدف، ربما يكون بعيدا عن أهداف الآخرين، فمثلا تجار الانتخابات من أصحاب المطابع والإعلانات الذي منه مستفيدون، ولا يفكرون فيمن ينجح ولكن فيمن سيدفع أكثر.

هناك فرق العمل التي تلتف وتحيط حول كل مرشح، وتهيئ له الأمور والاتصالات، وإيهامه بأنه النجم وأنه العظيم الذي لا ينام أهل الدائرة إلا بعد الدعاء له بالنصر على الأعداء الفاشلين، الذين تجرأوا على الترشح أمامه، ولا ننسى طبعا خبراء الكلام في "الفاضية والمليانة" في برامج التليفزيون.. وهناك.. وهناك.. والعجيب أن صاحب المصلحة الأول غائب تقريبا عن المشهد تماما، وهو المواطن البسيط الذي يعاني يوميا من العيشة واللي عايشينها!!

المشهد يقول إن الأحزاب ورقية، ولا يوجد حزب له أرضية يستطيع أن يقدم نفسه للشارع، ويحقق إنجازا يذكر في الانتخابات، وهناك محاولات من العديد من هذه الأحزاب لعمل توافق بينها أو جبهة أو تنسيق، سمها كما تحب، الهدف في الشكل العام هو خلق جبهة قوية من أجل مصر، ولكن الحقيقة أنها محاولة يائسة من كل هؤلاء للاختباء في الآخر حتى لا تكون فضيحته بجلاجل أمام الآخرين.

والادعاء أن الحزب الوطني سيعود.. أرى أنه نوع من الهلوسة، لأن الحزب الوطني كان دائما يفشل في الانتخابات، وينجّح المستقلون ويقوم بضمهم له بعد ذلك، وإذا جاء البعض من هؤلاء فهم ليسوا أناسا لهم أيديولوجية فكرية بقدر ما لهم مصالح في مجلس الشعب جاءوا للمحافظة عليها أو الحصول على غيرها، كل هذا ليس فيه جديد، ولكن الجديد ظهور قانون الانتخابات، وطبيعي لن يعجب أحدا، وقانون الانتخابات جاء مثل الشماعة المعدة مسبقا لإعلان الفشل مقدما، كذلك قانون تقسيم الدوائر الجديد لن يعجب أحدا، لأن الجميع يبحث عن دلائل فشله.

وللعلم لن يحدث أي توافق بين الأحزاب بأي شكل، لو ترك لها الأمر لوضع القانون سواء الخاص بالانتخابات أو تقسيم الدوائر، الطريف أن البعض من هؤلاء بدأ حملته الانتخابية بتهنئة أهل الدائرة بعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد رأس السنة الهجرية.. إلخ.

لكن هل فكر هؤلاء فعلا في أهل دائرتهم بحق واقتربوا منهم؟ مؤكد لم يفعلوا ولن يفعلوا، لأنهم لا يشغلهم سوى مصالحهم وفقط، وبالتالي لن يكون الحديث هذه الأيام عن مشاكل تقسيم الدوائر ومشاكل قانون الانتخابات وربما يهتم الإعلام مع هذا بمشاكل احتفالات رأس السنة حلال ولا حرام، وكله يتم تسويقه من الإعلام للمواطن الضحية الأولى في هذا كله.

وربما يظل أحمد عز عنوانا للإعلام، والمعروف أنه يريد العودة لمجلس الشعب، وأعتقد لو أن القانون لا يمنع هذا إلا أن القانون الإنساني ومراعاة مشاعر المواطن البسيط غير المقتنع تماما ببراءة أحمد عز، القانون ليس كل شيء يا عز، لأنه مجرد ظهور أحمد عز في مجلس الشعب يؤكد أن ساعة الزمن لأول مرة تعود للوراء.. وتصبح الانتخابات "آخر عجب" ولا الصيام في رجب!
الجريدة الرسمية