رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا بعد أربع سنوات عجاف؟! (2)


علينا اليوم ونحن نستقبل الذكرى الرابعة لثورة يناير، أن نقف لنرصد كيف كانت مصر وإلام صارت.. ماذا كان يراد بها وكيف أصبحت.. لماذا انحرفت المسارات.. وكيف جرى السطو على ثورة يناير وتفريغها من حراكها الشعبي لصالح تيار الإسلام السياسي المدعوم أمريكيًا وقطريًا وتركيًا؟

مَن يتحمل أوزار الاستنزاف الاقتصادي والتدهور والعنف والتردي والانقسام والاحتقان الذي تجرع الشعب ـ ولا يزال ـ مرارته وتبعاته.. من الذي هوّل من حجم الإخوان وأشياعهم في الشارع، واستسلم لهذا الهاجس حتى تسلموا البلاد واحتكروا المناصب والدولة لفئة قليلة انكشفت حين خرج الشعب غاضبًا عليها في 30 يونيو.. كيف تخلت النخبة عن دورها في التوعية والصمود إلا ما رحم ربي؟ 

لماذا زادت الاحتقانات الطائفية غداة تسلم المجلس العسكري إدارة البلاد.. ولماذا زاد السعار الطائفي ووقعت الحادثة تلو الأخرى حتى انحرف هذا الصدام فأصبح بين مؤسسات الدولة وطائفة من أبنائها كما جرى في ماسبيرو بفعل فاعل؟

مَن دفع الأمور لحافة الاحتقان والغضب على الدولة.. من سعى لتفريغ مؤسسات الدولة وهدمها تمهيدًا لإحلال تنظيماته ومليشياته محل تلك المؤسسات.. كيف جرى الصدام مع القضاء والتشكيك فيه ومحاولة إخضاعه وتركيعه.. لماذا انخدع البعض بممارسات التهويل الإعلامي بحجم الإخوان في الشارع.. ومن الذي صك شعار "يسقط حكم العسكر" تمهيدًا لهدم المؤسسة العسكرية وتغيير عقيدتها وتوجهاتها؟

إذا توصلنا لإجابات لهذه الأسئلة، لأدركنا لماذا يأتي الحفاظ على الدولة في أعلى اهتمامات الرئيس السيسي!!.. 
ونواصل غدًا.
الجريدة الرسمية