رئيس التحرير
عصام كامل

"إسلام يكن" يكشف تفاصيل رحلته لسوريا بعنوان "قصة نفير العبد الفقير".. بدأ حياته بالعمل في صالة رياضية.. فقد الأمل في الجهاد والحظ قام بدوره.. اتجه لتركيا ومنها لسوريا..ومقتل أصدقائه في معارك مع النظام


روى إسلام يكن، الشاب المصري المنضم لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مؤخرًا، تفاصيل رحلته لسوريا للقتال في صفوف معارضى نظام بشار الأسد، أو ما وصفه بالجهاد، بدءًا من التزامه في أوائل عام 2013 وانتهاءً بسفره إلى سوريا.


قصة إسلام يكن
ونشر إسلام يكن عبر حسابه السخصي، على "تويتر" تدوينة تحت اسم "قصة نفير العبد الفقير"، جاء فيها: "تبدأ القصة من الشهور الأولى لعام 2013 تقريبا، وكنت في السنة الثالثة إعادة بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، وكان التحاقي بالكلية فقط بسبب التنسيق ولكن لا أفقه فيها شيئا ولا أذهب للجامعة إلا للامتحان حتى إن بعض المواد كنت أعرف أسماءها قبل الامتحانات، وكنت أعمل مدرب لياقة بدنية في صالة صغيرة قريبة من المنزل، وهي التي بدأت فيها التمرين وكنت أحب عملي كثيرا وأتممت دورة تدريبية Certified fitness trainer من ISSA وجاءتني عدة فرص بأماكن أخرى أكبر وأشهر وأكثر مالا، ولكن لم أذهب بسبب اللحية وتدريب النساء والمعازف".

التدريب والدعوة
وأضاف يكن: "كانت حياتي كلها عبارة عن التدريب والدعوة والمسجد وحفظ القرآن، وكنا قليلا ما نخرج بسبب العري والفجر الذي كان لا يخلو منه مكان، وإذا خرجنا يكون لطعام أو شراب عادة، وفي هذه الفترة أي أوائل 2013 كنا نرى حال المسلمين والإسلام في شتى بقاع الأرض في سوريا وبورما وفلسطين، وكل مكان وما حل بهم من ذل واستعباد وضعف ونفكر فطريا بالجهاد والقتال، ولكننا لا نعرف كيف هذا، فلم نسمع عنه إلا في القصص والكتب وربما في التلفاز والنت ومن خلال فيديوهات الشيخ أسامة بن لادن".

اتصال صديق
وذكر أيضا: "في يوم جمعة في شهر 5 لنفس العام لم أذهب إلى درس تفسير كنت معتادا عليه مع الإخوة، وذلك لأنه كان لدى امتحان يوم الأحد لآخر العام، ولم أكن أعرف شيئا عن المادة كالعادة، فكنت أحاول حفظ أي شىء للنجاح فقط، ونحو الساعة العاشرة مساءً دق جرس المحمول وكان المتصل هو أحد أقرب الإخوة إلىَّ، كنا نحضر الدروس ونخرج معا والجولات والخيمات الدعوية وحتى كان مدربا أيضا، وكنا في هذه الفترة نبحث عن مكان لنفتتح صالة سويا لنا وهذا الأخ كنا نسميه "دنجل"، فأجبت على الهاتف وسلمت عليه".

وتابع: "ودار هذا الحوار: "هو: إيه يبني مشفتكش النهارده في الدرس ولا إمبارح نزلت مجتش ليه؟، أنا: معلش أصل عندي امتحان بعد بكره ومش عارف ولا كلمة فقلت أقعد الحق ألم أي حاجة، هو: طيب أنا دلوقتي في المطار مسافر سوريا وبكلمك أسلم عليك عشان معرفتش أشوفك، أنا: أنت بتستهبل ليه مكلمتنيش أنزل أشوفك، هو: معلش والله كان عندي مشاكل ومكنتش معرف حد فمعرفتش أقولك، هو: أسألك الدعاء وأشهد الله أني أحبك في الله، أنا: أحبك الذي أحببتني فيه".

السفر لسوريا
وزعم: "وانتهت المكالمة، وكان أبو القعقاع هو من أشعل الوقود في قلوبنا التي شغفها حب الجهاد، وبدأ بنفسه واستجاب لنداء ربه دون أن يلتفت أو ينتظر منا أحدا".

واستكمل: "ذهبت للشيخ الذي كنت أحفظ معه للتسميع، وسألته بعدما انتهيت، وقلت له أنا أريد أن أنفر للجهاد لسوريا، ولم أكن أعلم وقتها أي شىء عن الجهاد من الأصل وحتى العقيدة كانت معرفتي بها قليلة جدا، فكانت لدى شبهات مثل أمر الأهل وكل هذه الأمور، فبدأ يلتف في إجابته ويقول الجهاد أنواع جهاد الشيطان وجهاد النفس وجهاد أهل البدع، وكلام كثير لا علاقة له بما سألت فكنت لا أفقه شيئا ولكن أجادله بالفطرة، وقلت له يعني ما يحدث للمسلمين واغتصاب النساء هناك والقتل والتشريد أما يوجب علينا نصرتهم وهل أجلس بجانب أهلي وهناك أمهات يقتل أبناؤهم وتغتصب بناتهم! فقال لي أنت هنا أيضا على ثغر وتعمل بالدعوة ولم آخذ منه إجابة مقنعة".

التوجه لتركيا
واستطرد قائلًا: "قابلت الأخ بعد ذلك فقال لي أول شىء باسبور ثم التأشيرة لتركيا ثم السفر، فكان معي باسبور وقتها وبدأت في أمر التأشيرة وطبعا لا بد من استخراج عدة أوراق قبلها من الجامعة وغير ذلك من الإجراءات وكل ورقة تأخذ وقتا، وعندما انتهيت من الأوراق ذهبت للسفارة ورفضوا إعطاءي إياها، فظللت أسأل معارفي لاستخراجها وقال لي أحدهم: إنه يعرف أحدا يأتي لي بها، وأخذ ذلك الشخص مني الأوراق والجواز وبعد أيام قال إنهم عرفوا الجواز ورفضوه أيضا، وكنت في كرب شديد حتى يسر الله لي أحدا استطاع أن يأتني بها بفضل الله وأخذتها يوم الثلاثاء وكانت الطائرة في صباح الجمعة".

استخراج تصريح
وذكر أيضًا: "واستيقظت يوم الأربعاء كي أذهب لآتي بتصريح السفر من التجنيد وقدر الله كان يوم اقتحام ميدان رابعة وكانت الطرق مغلقة والأوضاع منقلبة ولكن ذهبت بفضل الله وأعطيتهم الجواز وشهادة القيد للجامعة قالوا لي لقد مر عليها أكثر من شهر لا بد من واحدة أخرى، وحاولت معهم لكن دون جدوى فذهبت للجامعة لاستخراج أخرى وجدتها مغلقة بسبب الأحداث، فرجعت المنزل وذهبت إلى الجامعة يوم الخميس وجدتها مغلقة أيضا، فرجعت للتجنيد وتحايلت عليهم وشرحت لهم الوضع حتى وضع علامة على شهادة القيد أنها لا تصلح، وذهبت إليهم بعد الفجر وكانت الطائرة في السابعة صباحا وأعطيتهم الأوراق وفعلوا التصريح ورأيته بعيني وما كان ينقصه إلا ختم، وقبل أن يختمه رأى العلامة على شهادة القيد فلم يختمه وأبى أن يعطيني التصريح، والطائرة بقى لها ساعة، فقلت انقطعت الأسباب سأذهب دون تصريح وأمري إلى الله".

لقاؤه الأخير بالأسرة
وتابع: "ونفر الإخوة للجهاد وأنا سلكت طريقي عائدا إلى المنزل وأعيني تفيض من الدمع، وسافر الإخوة وضاعت التذكرة، ليس لدى مال، وحتى شهادة القيد لو أخرجتها ستكون للسنة الرابعة ولا سفر لمن كان في عامه الأخير، وبعد يومين كي أبرئ نفسي أمام الله ذهبت إلى الجامعة لإستخرج شهادة قيد وقلت في نفسي طبعا ستكون للسنة الرابعة، فقالت لي سنخرجها لك للسنة الثالثة لأنك لم تدفع مصاريف العام الجديد بعد، فتعجبت وطرت فرحا، وأخذتها وذهبت للتجنيد وأخذت تصريح السفر وانتهيت منه في وقت الظهر، ولكن لا مال لدى نهائيا لتذكرة السفر فذهبت إلى المنزل، وكلمت الإخوة لأقابلهم وقالوا نجلس بعد صلاة العصر، فاحتضنت أمي وقبلتها وسلمت عليها وكان آخر لقاء لي بها، وطبعا لم يكونوا على علم بشىء، وكنت تاركا لهم رسالة في مكان بغرفتي فيها حكم الجهاد وحكم السفر دون علمهم وحكم الشيعة وما غير ذلك ووصية لهم".

واستكمل: "وعندما وصلت للإخوة وأخبرتهم لم يكن لدى أحد منهم مال أيضا، ومر الوقت وبقى ساعتان تقريبا على موعد الطائرة وشبه فقدت الأمل أن أسافر يومها، وفجأة نجد أحدا يتصل بأخ معنا للتبرع بمال للإخوة وشخصا آخر كان سيسافر ولكن أجل السفر فترك ماله الذي كان سيكون معه في السفر، فذهبنا سريعا إلى المطار وحجزنا يومها هناك، ولكن لم يكن هناك تنسيق لأن لا أحد يرد علينا من الإخوة في الشام بسبب معركة وقتها، فقلت لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا المهم أن أخرج من مصر، وسافرت بفضل الله عز وجل وعندما وصلت لتركيا كلمني أخ على هاتفى، وقال إنهم وجدوا لي من يدخلني سوريا ونفرت إلى الشام".

أسماء أصدقائه
وذكر الشاب المصري الداعشي من أسماهم "أبطال في الجهاد" قائلًا: "أبو القعقاع "دنجل" لم أفارقه في مصر حتى سافر ومنذ أن أتيت إلى الشام لم أفارقه حتى قتل في دركوش وكان في طريقه لعملية استشهادية، وأيضًا أبو البراء فقد قتل في غزوة البوكمال، وأبو ذر قتل في حلب غدرا من الصحوات وهو في السيارة، بالإضافة إلى أبو مصعب، قتل في أول معركة في دير الزور مع النظام كان مع الإخوة في خندق وظل في الخندق ليغطي عليهم ويؤمن لهم الانسحاب حتى قتل، وأخيرًا أبو خطاب، فقد انغمس في كلاب بشار في غزوة شاعر حتى قتل".
الجريدة الرسمية
عاجل