رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب ألمانى: اضطرابات فى أسعار النفط خلال 2015


توقع الكاتب هنريك بومه أن يشهد عام 2015 اضطرابات في الأسعار خاصة أسعار النفط.

وقال:" أن تكلفة ملء خزان سيارة باتت أقل بكثير من بداية العام، ومن يملأ خزان بيته بزيت التدفئة يدفع أقل من العام السابق، وطبقا لحسابات الخبراء، فإن أصحاب السيارات في ألمانيا وحدها وفروا خمسة مليارات يورو هذه السنة مقارنة بسابقتها، وهذا المبلغ ينفق لشراء أشياء أخرى، وهو ما يقوي الطلب الداخلي، وينعكس إيجابا على حالة الاقتصاد".

وأضاف:" الصادرات الألمانية لديها ما يدعو للفرحة كذلك، فبسبب انخفاض سعر صرف اليورو ازداد الإقبال على البضائع الألمانية، وهذا دفع بعدد من الباحثين الاقتصاديين إلى توقعات أفضل عن حالة الاقتصاد الألماني للسنة القادمة، فهل ستشهد ألمانيا ومنطقة اليورو عاما اقتصاديا جيدا في 2015؟".

وتابع:"على الأغلب لا، إذا ما بقي سعر النفط منخفضا على ما هو عليه الآن. التوتر باد بوضوح على الأسواق العالمية، والصعود والهبوط في أسواق البورصة خلال الأسابيع الماضية خير دليل على ذلك، وإذا استمر هبوط سعر النفط، فقد تقع منطقة اليورو في فخ الانكماش الخطير".

وقال:"بسبب توقع استمرار انخفاض سعر النفط يؤجل كثيرون صفقات مشترياتهم الكبيرة، والشركات تتلكأ في تنفيذ خطط الاستثمار. كما أن هبوط مستوى الطلب يؤدي إلى استمرار هبوط الأسعار، وفي النهاية هناك خطر الركود، واليابان، التي هي ثالث أكبر اقتصاد في العمل، خير مثال على ذلك".

وأضاف:"هناك مصدر آخر للخطر يتمثل في الدول النفطية ذاتها. في بعض هذه الدول هناك تهديد بوقوع اضطرابات كبيرة وخاصة في روسيا وفنزويلا، اللتين تعتمدان أكثر من غيرهما من الدول النفطية على عائدات النفط، فبالنسبة لروسيا، يظهر واضحا التأثير الكبير للعقوبات الدولية وهبوط أسعار النفط".

وتابع: "انخفض سعر صرف الروبل إلى الحضيض، وأصحاب رءوس الأموال يهربونها إلى الخارج وفقدت الثقة في اقتصاد البلاد. ومن لا زال يعتقد بأن إفلاس إمبراطورية بوتين سيتم بدون أن يترك أثرا على الغرب، فهو خاطئ، لأن ما يجري اليوم في روسيا يذكر كثيرا بأزمة الدول الصاعدة في نهاية التسعينيات، آنذاك ساعد البنك الدولي وصندوق النقد روسيا بمليارات الدولارات".

وقال: "غير أن مثل تلك المساعدة غير ممكنة في ظل الوضع السياسي الراهن. وإذا ما أصبحت روسيا عاجزة عن الدفع، فسوف يتوجب على الباحثين الاقتصاديين إعادة النظر في توقعاتهم".

وأكد أن الولايات المتحدة أيضا، كدولة منتجة للنفط، وواحدة من كبرى الدول المنتجة، وتتحمل بذلك قسطا من المسئولية في إغراق السوق وبالتالي في هبوط أسعار النفط، تعاني بدورها من مخاطر: فقد حصلت صناعة استخراج النفط من الصخور والمعروفة باسم Fracking على قروض بأسعار فائدة عالية جدا، وإذا ما أفلست هذه الشركات وعجزت عن سداد ديونها، فإن أمريكا مهددة بانهيار اقتصادي لا يقل عن الانهيار، الذي سببه قطاع العقارات عام 2008.

وقال:"من المدهش أن يعترف وزير النفط السعودي، ولأول مرة علنا، أنه قلق على قوة السوق السعودية. إذ كلما انخفض سعر النفط، انخفضت قوة السوق السعودية".

وأضاف:"هناك أمر آخر: فمهما كان انخفاض سعر النفط أمرا جيدا، فإن رواج سيارة هامر من شركة جينيرال موتورز، وهي السيارة المعروفة باستهلاكها المرتفع للبنزين، أمر مقلق، إنه يجعلنا ننسى أن النفط مادة خام ستنتهي قريبا، وتؤجل قيام صناعة السيارات بالبحث عن أنظمة دفع حديثة وطرق جديدة في استهلاك الطاقة".

وتابع:"ويبقى الأمل في أن تتحسن أسعار النفط مع العام الجديد، بعيدة عن مستواها المنخفض العبثي، وإذا لم يحدث ذلك – وليس هناك ما يشير إلى ذلك- فإن القلاقل، التي شهدتها الأسابيع الأخيرة من 2014، ما هي سوى مقدمة للاضطرابات التي سيشهدها عام 2015".

هذا المحتوى من موقع شبكة ارم الإخبارية اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية