رئيس التحرير
عصام كامل

إنجازات الكنيسة في 2014.. البابا تواضروس يطور التعليم الديني.. يستحدث طريقة جديدة لاستخراج زيت الميرون.. يساهم في حل مشكلة سد النهضة.. يعتمد لائحة لوحدة الكنائس الخمس..ويوجه بهيكلة المجالس الإكليريكية



عاشت الكنيسة عامًا من الإنجازات برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فكان دورها سفيرًا ليس للمسيحيين وإنما لمصر الوطن.


اتخذ رأس الكنيسة مسار تصحيح الصورة المغلوطة عن مصر في أذهان الغرب، وحيثما ذهب أكد ثورة الشعب الجارفة ضد التيارات الأصولية ونظام الرئيس المعزول محمد مرسي.

وبرز دور البابا خلال لقائه وفدًا من إثيوبيا، ليؤكد أن مصر ترحب بتنمية بلادهم دون إضرار بمصالحها، وطالبهم بالتعهد بذلك.

وعن إنجازاته الداخلية فإنه عمل جاهدًا لإعادة هيكلة الأمور وفقًا لمنظومة إدارية علميًا، كما عمل على تنمية التعليم بالكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية، واستحدث عددا من الأقسام الدراسية واستعان بأكاديميين للتدريس.

مواكبة الكنيسة للعصر
واستحدث البابا تواضروس طريقة جديدة لإعداد وطبخ زيت الميرون – أحد الأسرار الكنسية -، حينما اتخذ المجمع المقدس بقيادته قرار جلب الزيوت العطرية التي يتكون منها الميرون لإنجاز وقت إعداده، وقام هو وأعضاء مجمع الأساقفة بأداء صلوات طقس التقديس بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون؛ غير عابئ بالهجوم عليه الذي قادته بعض الحركات المزعومة.

ترتيب الكنيسة إداريًا
وفى إطار خطة ترتيب البيت من الداخل، خضعت لائحة 1975 لانتخابات البطريرك للتعديلات، والتي أقرها المجمع مؤخرًا، وأيضا التوافق حول مصادر الألحان "تسابيح وصلوات شهر كيهك" المسمى بالشهر المريمي، واعتماد لجنة الرعاية والخدمة لتنظم الخدمة والتربية الكنسية، وكذلك إعداد وتدريب قيادات الخدمة على مهارات وسبل القيادة.

لقاء تاريخى
وسجل عام 2014 لقاء تاريخيا بين رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ورؤساء الكنائس المسيحية كافة، للمرة الأولى، ليتناقشوا في كافة الأمور من تهجير الأقباط وملف الكنائس التي تعرضت للاعتداء بيد جماعات الإرهاب الأسود وغيرها.

تكريم الرموز
وحرصًا من الكنيسة والبابا تواضروس، على الاهتمام بالتعليم نظم عدة مؤتمرات علمية لمواجهة الإلحاد، وغيرها، لاسيما تكريم الكنيسة للعلماء والرموز الوطنية وبدأتها بتكريم مجدى يعقوب جراح القلب العالمى، والمهندس إبراهيم سمك خبير الطاقة، والمهندس هانى عازر خبير الأنفاق، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وأخيرًا المستشار عدلي منصور الذي أدار المرحلة الانتقالية بالبلاد.

مشروعات وطنية دينية
وكان البابا داعمًا أساسيًا لمشروع مسار العائلة المقدسة الذي يهدف لتنشيط السياحة الدينية داخل مصر، ودائمًا كان يشيد في زياراته الخارجية أو استقباله للسفراء والوزراء الخارجيين بتقدم البلاد بفكرة القناة الجديدة ومشروعاتها القومية.

وحدة الكنائس
واعتمد البابا ورؤساء الكنائس لائحة النظام الأساسى لمجلس كنائس مصر، الذي يجمع تحت مظلته الكنائس المسيحية الخمس، واحتفال بعيد تأسيسه الأول، لاسيما إقامة صلوات مشتركة بينهما لأجل الوحدة، ولسلام المهجرين في العراق وسوريا، وأخيرًا الاحتفال بمرور 150 عامًا على ترجمة الكتاب المقدس للغة العربية.

الزيارات الخارجية
سافر البابا خلال عام 2014 عدة مرات للخارج، غالبيتها يهدف لتوطيد العلاقة مع الكنائس الأخري، ومد أوصال المحبة.

ففى شهر مارس الماضي شارك البابا صلاة جناز بطريرك الكنيسة السريانية الذي أقيم في لبنان، وزار الإمارات العربية والتقى المسئولين هناك، كما زار النرويج وفنلندا، والنمسا، وهولندا وسويسرا وغيرها من الدول ليلتقى بأبناء الكنيسة هناك وإحدى الزيارات كانت علاجية، كما التقى بطريرك الكنيسة الروسية لفتح قنوات جديدة للحوار بين الكنيستين.

آلام فراق شيخ المطارنة
وعاشت الكنيسة في 2014 آلام فراق شيخ المطارنة وعمدة أساقفة الصعيد الأنبا ميخائيل، وأيضا الأنبا اغناطيوس أسقف السويس.

وشهدت الكنائس صلوات حارة ودموع لأجل شفاء الأنبا باخوميوس حكيم المرحلة الانتقالية بالكنيسة القبطية الذي أدارها بعد رحيل البابا شنودة الثالث، لحين اختيار بابا الكنيسة الحالى تواضروس الثانى.

أزمات على طاولة البابا
بعدما رأي البابا تفاقم أزمة الأحوال الشخصية للمسيحيين، أعاد هيكلة المجلس الإكليريكى، واستحدث 6 مجالس إكليريكية لتسهيل النظر ومتابعة قضايا وملفات المتضررين، وأخيرًا توافق الكنائس على مسودة قانون للأحوال الشخصية للمسيحيين، ولازالت الأزمة قائمة في ظل مطالبات البعض إدراج الزواج المدنى في القانون، فيما يرى آخرون عدم دستوريته.

وشهد دير وادي الريان والأنبا مكاريوس بالفيوم أزمة حينما جاء تخطيط طريق من الفيوم للواحات يخوض داخل الدير، وصعد الرهبان أصواتهم للاعتراض، واحتوت الكنيسة الأزمة في سطور، عندما أكدت أنها لن تقف عائقًا أمام التنمية وإنما ستحفاظ على مقدسات وآثار الدير، وشكل البابا لجنة لإدارة الدير.

زينة الفتيات
وأصدر الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، منشورًا يوجه فيه الفتيات الأكبر من 11 عامًا بعدم الدخول للتناول وهن مرتديات البلوزة والبنطلون، وواضعين "المكياج"، ما دفع البعض للتظاهر احتجاجًا على تلك التعليمات التي يرونها إهانة للفتاة المسيحية، وأيضًا تعليمات الأنبا أبانوب أسقف المقطم بمنع الترانيم البروتستانتية داخل دير سمعان الخراز، ودعت أبناء المنطقة المسيحيين للتظاهر داخل الكاتدرائية، معللين بأن الأسقف يريد إقصاء كاهن محبوب لديهم وهو القمص سمعان إبراهيم.

أزمة ماسبيرو
ودفعت تصريحات الأنبا بولا حول أحداث ماسبيرو والتي قال فيها:"لازم نتخطى أزمة ماسبيرو، وهذا قد مضى زمنه، فلننسى ما هو وراء، ونصفح عما قد أخطأ بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ونمتد إلى ما هو أمام"، الشباب للاحتجاج متهمين الأنبا بولا بمطالبة المسيحيين نسيان دماء شهداء ماسبيرو، وإقحام الكنيسة في تصريحات سياسية.

مقاطعو حديث البابا
وقاطع البابا تواضروس الثانى خلال عظته في 27 أغسطس أحد الحضور وقال المقاطع رافعًا يده:" أنا جاي مخصوص من نجع حمادى وعندى شكوى يا سيدنا"، مما دعا البابا للصمت برهة وأشار لوكيل البطريركية القمص سرجيوس سرجيوس الذي تسلم ورقة من صاحب الشكوى، وعاود البابا تواضروس الثانى استكمال عظته الأسبوعية.

وفى عظة البابا ليلة الأربعاء 26 نوفمبر قاطعت إحدى السيدات الحاضرات بالكاتدرائية، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مقتبل عظته الأسبوعية؛ محاولة إيصال مشكلة خاصة بها.

وراحت السيدة تصرخ بصوت عالٍ: «عندي مشكلة بقالها سنة ونص، ومفيش حل لحد دلوقتي».

وتدخلت السيدات لتهدئتها ولكنها تزايدت في الصراخ، وقابلها البابا بالنظر في صمت، ولكنها لم تكف، فأمر بإخراجها من العظة بالكنيسة الكبرى بالكاتدرائية، قائلًا: «اتفضلوا طلعوها بره».

وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، معلقا على تلك السيدة، إنها استخدمت أسلوبًا غير مناسب، وكسرت مهابة الكنيسة.

وأضاف البابا خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن السيدة أخفت حقائق في مشكلتها وتعاملت بأسلوب لا يرقى بمكان الكنيسة وأدخلته داخلها، وهو ما يمثل خطيئة تحاسب عليها مما يسيء لصورة الكنيسة.
الجريدة الرسمية