حصاد 2014 بشمال سيناء.. استشهاد 33 مجندًا وإصابة 30 آخرين في تفجير "كرم القواديس"..مصرع وإصابة 21 شخصًا إثر سقوط قذيفة بالعريش..جماعة "بيت المقدس" تعلن مسئوليتها عن التفجيرات..والأمن يداهم بؤر الإرهاب
شهدت محافظة شمال سيناء، خلال عام 2014 أحداثا مؤسفة ومذابح، فكثرت عمليات التهريب عبر أنفاق رفح، بالإضافة إلى وقوع انفجارات بضاحية السلام التي راح ضحيتها 9 مدنيين وأُصيب 25 آخرين معظمهم أطفال، وانفجرت سيارة مفخخة لأول مرة داخل مدينة العريش ليزيد التوتر والخوف لدى المواطنين.
وتصدر الحدث الأبرز في 2014، مذبحة "كرم القواديس" واستشهاد 33 مجندًا فيها مما دفع القيادة السياسية لإصدار قرار إنشاء المنطقة العازلة، فترك السيناوى أرضه وذهب إلى عالم جديد، ومازالت المعاناة مستمرة.
سقوط قذيفة هاون
وفى شهر رمضان الماضى سقطت قذيفة هاون بالقرب من تجمع سكنى بمنطقة الضاحية بمدينة العريش، ما أدى إلى سقوط 8 شهداء و13 مصابا، وكان لهذا الحادث أثر بالغ على نفوس أهالي المحافظة خاصة أن الضحايا من المدنيين والأطفال.
ووصف محسن مصطفى، من سكان منطقة ضاحية السلام، هذا اليوم بالكارثة، مضيفًا أنه سيظل محفورًا في ذاكرته إلى آخر يوم في حياته، بسبب كثرة الدماء والأشلاء التي تناثرت في كل مكان بعد سقوط القذيفة، مؤكدًا أنه كلما يمر في مكان الحادث يتذكر المشهد بكل تفاصيله.
انفجار سيارة مفخخة
وفى الحادى عشر من نوفمير، وفى تمام الثامنه مساءً، انفجرت سيارة مفخخة أثناء وقوفها بشارع البحر بالعريش كانت أعدت لاستهداف قوات الأمن أثناء سيرها من على الطريق، وذلك أثناء ساعات الحظر والتي كانت تبدأ من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحا، مخلفة ورائها خسائر كبيرة في الممتلكات والبنايات المجاورة لمكان انفجار السيارة، كما أصيب 9 أشخاص من المدنيين أثناء تواجدهم داخل منازلهم جراء تطاير شظايا الانفجار.
وتستمر جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية في الانتشار وتوسع عملياتها الإرهابية ضد المدنيين وقوات الأمن من الجيش والشرطة، حيث تستهدف القوات عن طريق زرع العبوات الناسفة على الطرق السريعة، بالإضافة إلى استهداف الأفراد أثناء ذهابهم وعودتهم من عملهم.
مذبحة كرم الكواديس
الزمان 24 أكتوبر 2014، الساعة الثالثة عصرًا، المكان كمين "كرم القواديس" جنوب مدينة العريش، انفجرت سيارة محملة بطن ونصف طن متفجرات يقودها انتحارى، أسفرت عن استشهاد 33 مجندًا من القوات المسلحة وإصابة 30 آخرين، من أبناء سيناء الذين يدفعون ثمن الإرهاب الأسود، ونتج عن ذلك إخلاء منطقة الشريط الحدودى بعمق 500 متر ثم قرار آخر بإضافة 500 متر ليصبح الإجمالى 1 كيلومتر.
وجاء الإصدار المرئي لفيديو "ولاية سيناء" والذي نشرته جماعة "أنصار بيت المقدس" على الإنترنت ليزيد من الفاجعة، ويظهر كيف تم قتل الجنود بدم بارد في صحارى سيناء، يقول خالد عطية "ناشط سياسي" من أبناء سيناء: "حادث كرم القواديس جاء بعد مبايعة أنصار بيت المقدس للدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وهذا يعتبر منعطفا خطيرا في العمليات المسلحة ضد قوات الأمن في سيناء".
مذبحة رفح الثانية
ومن بين المذابح التي شهدها عام 2014، مذبحة رفح الثانية التي راح ضحيتها 25 مجندا وأصيب 2 آخران أثناء قضاء إجازتهم وعودتهم من معسكر الأمن المركزى برفح.
وتستمر المذابح وتواصل جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية عملياتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، حيث استوقف الإرهابيون 4 مجندين تابعين للأمن المركزى، وقاموا بإطلاق الرصاص عليهم، وفى حادث مماثل تم إطلاق النار على أمين شرطة ومجند أثناء عودتهما من مقر عملهما برفح.
عبوة ناسفة
كما زرع التكفيريون عبوة ناسفة على الطريق الدولى العريش القنطرة بالقرب من حى المساعيد غرب العريش، وأسفر الحادث عن استشهاد 3 أفراد شرطة كانو في طريق عودتهم إلى معسكر قوات الأمن بالمساعيد.
واستشهد عقيد شرطة ومجند ورقيب شرطة أثناء سيرهما بسيارة "ربع نقل" على طريق جسر الوادى بالعريش، جراء إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين تابعين لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.
ويأتى الحادث الأخير الذي راح ضحيته النقيب محمد شتا ( 28 عاما)، ومجند محمود ربيع عبد العزيز ( 24 عاما )، وأُصيب المجند أبانوب عدلي، جراء استهداف مدرعة أمنية تابعة للقوات المسلحة أثناء سيرها على طريق الرئيسى جنوب العريش بالقرب من كمين المحاجر القريب من مطار العريش.
ولا تزال قوات الأمن المتمثلة في القوات المسلحة والشرطة المدنية تحارب الإرهاب الأسود، وقلت عمليات الكر والفر بين التكفيريين وقوات الأمن لسيطرة القوات على المنطقة، وتمكنها من شن عمليات مداهمات لبؤر الإرهاب في مختلف مناطق ومدن شمال سيناء.