«الصحة» تعتمد عقار «دينوسوماب» لعلاج هشاشة العظام.. الأطباء: إصابة 30% من المصريين بالمرض.. الدواء الجديد ليست له أعراض جانبية.. ويجب إجراء اختبار كثافة العظام بشكل دوري
أعلنت الجمعية المصرية لهشاشة العظام، وشركة أمچن الرائدة عالميًا في مجال التكنولوجيا الحيوية، أن وزارة الصحة المصرية اعتمدت عقار بروليا (دينوسوماب) لعلاج السيدات فوق 50 سنة (بعد انقطاع الطمث) لزيادة خطورة تعرضهن لهشاشة العظام.
وتمت الموافقة بالفعل على عقار بروليا (دينوسوماب) في دول الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة، والعديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
أمراض الروماتيزم
وأكد الدكتور سمير البدوي، أستاذ أمراض الروماتيزم والمفاصل، بجامعة القاهرة، أن حصول عقار بروليا (دينوسوماب) على موافقة وزارة الصحة يعد تقدمًا هائلًا للمرضى الذين يعانون هشاشة العظام.
وأضاف أنه بالنسبة للسيدات المصابات بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث والأكثر عرضة لخطورة الكسور، فسوف يمثل بروليا (دينوسوماب) بديلا مهمًا للعلاجات الحالية، إذ يعمل العقار على الحد من خطورة الكسور عن طريق حقنة تعطى للمريض كل 6 شهور مما يسهل من اتباع العلاج بانتظام، كما أن العقار يتميز عن غيره بأنه آمن لكبار السن الذين يعانون قصورا بوظائف الكلى.
وقال الدكتور حسن بسيوني، أستاذ الروماتيزم بجامعة الأزهر، يمثل مرض هشاشة العظام أولوية صحية على مستوى العالم خاصة في ظل النمو السكاني وزيادة المعدلات العمرية للسكان. ويعتبر هشاشة العظام المرض رقم 1 الذي يصيب العظام، وذلك لأن سيدة من كل سيدتين ورجلا من كل خمسة رجال معرضون للكسر الناتج عن هشاشة العظام، وتشير التقديرات العالمية إلى أن هناك حالة كسر تحدث كل 3 ثوان.
وأوضح الدكتور حسن أن مرض هشاشة العظام يصيب من 25 إلى 30% من المصريين، وأكدت الدراسات أنه بالنسبة للسيدات، فنحو 54% من السيدات المصريات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث يعانين وهن العظام (المرحلة السابقة للإصابة بهشاشة العظام) 28.4% يعانين هشاشة العظام، أما بالنسبة للرجال، فنحو 26% منهم يعانون وهن العظام، و21.9% يعانون هشاشة العظام.
اللص الصامت
وأشار الدكتور عادل محمود، أستاذ ورئيس قسم الروماتيزم بجامعة عين شمس إلى أن هذا المرض يطلق عليه عادة "اللص الصامت"، فهو عادةً لا يسبب الألم ولا تظهر أعراضه حتى يحدث كسر في جسم المريض، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، فبعض العوامل مثل السن أو النوع لا يمكن تغييرها، ولكن خيارات أسلوب الحياة بما في ذلك التدخين والمشروبات الكحولية والأنظمة الغذائية الخاطئة، فمن الممكن أن تتغير.
وأعلن عن أخبار مبشرة لجميع المعرضين لخطورة الإصابة بهشاشة العظام قائلًا: "هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية من المرض وتشخيصه، فقد أصبح هشاشة العظام مرضًا قابلا للعلاج، ومن خلال تغيير أسلوب الحياة وتلقي العلاج المناسب، يمكننا تجنب الكثير من الكسور العظمية".
وأوضح الدكتور أشرف النحال، أستاذ طب وجراحة العظام بجامعة القاهرة "إن اللقاء الأول بين جراحي العظام ومريض هشاشة العظام غالبا ما يكون بعد إصابته بكسر، وقال: "يعني ذلك أننا نقابل المريض في مرحلة متأخرة جدًا من الإصابة بهشاشة العظام والذي يمثل تحديًا صحيًا لكبار السن تحديدًا، إذ يؤثر سلبًا في جودة حياتهم وحياة عائلاتهم القائمين برعايتهم، وغالبا يحتاج علاج هذه الكسور إلى تدخل جراحي وخصوصا كسور مفصل الحوض الشائعة في مثل هذه الحالات وقد يصل الأمر أحيانا لتغيير المفصل".
الوقاية من الكسور
وأكد أن الاكتشاف المبكر لهشاشة العظام يعد أفضل الطرق للوقاية من الكسور، وأشار إلى أن المرضى المعرضين لخطورة الإصابة بهشاشة العظام عليهم إجراء اختبار كثافة العظام لتحديد ما إذا كانوا يعانون المرض أم لا، وفي أي مرحلة منه.
وقال الدكتور تيمور الحسيني، أستاذ طب وجراحة العظام بجامعة عين شمس "هناك فئتان من أدوية هشاشة العظام: مضادات الارتشاف التي تبطئ هدم الخلايا العظمية، وأدوية بناء الخلايا العظمية التي تعمل على زيادة معدل تكوينها".
وأضاف "إن قرار استعمال أحد الأدوية دون غيره يتم بناءً على تقدم درجة الهشاشة، ووجود كسور سابقة، ومداومة العلاج، وحالات فشل علاجات سابقة، والنواحي الاقتصادية والتكلفة ".
هشاشة العظام
وشرح الدكتور تيمور كيفية تأثير هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث في عظام المريضة، وقال "إن استمرار خلايا معينة في هدم العظام القديمة وقيام خلايا أخرى بإعادة بنائها يحافظ على قوة العظام، وبعد انقطاع الطمث يزداد نشاط الخلايا المسئولة عن هدم العظام، الأمر الذي يجعل عظام السيدات أكثر ضعفًا وأقل كثافة ويعرضهن للكسور، ويساعد عقار بروليا (دينوسوماب) على وقف نمو ونشاط الخلايا التي تهدم العظام قبل وصولها للعظام وإتلافها".
واستعرض النتائج المهمة للمرحلة الثالثة من التجربة الإكلينيكية لتقييم قدرة عقار بروليا (دينوسوماب) على الحد من كسور مرضى هشاشة العظام، وذلك ضمن دراسة (FREEDOM) التي أجريت على 7808 سيدات مصابات بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث. وأشار إلى أن السيدات اللاتي حصلن على حقن بروليا (دينوسوماب) تحت الجلد كل 6 شهور، استطعن بنسبة 68% تجنب كسور العمود الفقاري، وذلك مقارنةً بالمرضى الذين حصلوا على علاج وهمي.
وبالإضافة إلى ذلك، سجل عقار بروليا (دينوسوماب) انخفاضًا بنسبة 40% فيما يتعلق بخطورة حدوث كسور في منطقة الفخذ، وانخفاضًا بنسبة 20% في خطورة التعرض لكسور في غير منطقة العمود الفقاري على مدى 36 شهرا.