صفحات من الحياة
ربما تجارب الحياة تعلم الإنسان أكثر من الكتب.. وكل مرحلة فى حياتنا تجربة وكل تجربة خبرة جديدة، تغير أحيانا من أفكارنا وسلوكنا ونظرتنا للحياة.
ربما تجبرنا الظروف على أن نطوى صفحة من صفحات حياتنا..ربما بعض الصفحات كانت تحمل صداقات وذكريات ما تخيلنا يوما أن نطويها...ولكن حين تصل علاقات الناس أحيانا إلى المرحلة التى تتخطى حدودا معينة وتدق أجراس خطوط حمراء فى التعامل لا يترك لنا هذا اختيارات كثيرة، ويصبح الاختيار الأمثل هو أن نغلق الصفحة ونتخطاها لصفحات أخرى جديدة بعلاقات جديدة وصداقات جديدة.
ومن العدل بعد كل صفحة نطويها فى كتاب حياتنا أن نقف وقفة مع النفس نراجع فيها أخطاءنا ونقيمها كما نراجع أخطاء الآخرين.. ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الآخرين فلا توجد شخصية فى الدنيا كاملة وبلا أخطاء ولا يوجد إنسان بمميزات فقط وبلا عيوب ...ومن الذكاء أن نستفيد من أخطاء صفحات حياتنا المطوية كى لا نقع فيها فى صفحات حياتنا الجديدة.
ومن أكثر الأخطاء التى يقع فيها أغلب الناس هو التمسك بوجهه النظر الأحادية وعدم تقبل الآخر فما نراه وهم ربما يراه الآخرون واقعا، وما نراه أحلاما ربما يراه الآخرون حقيقة وسيكون لكل جانب مؤيديه.. تعامل كل طرف على أنه على صواب دائما والآخر مخطئ دائما يؤدى إلى صدام فى النهاية لا محالة.
فى صفحات حياتنا الجديدة علينا أن نتعلم أن فى الحياة مساحات كبيرة للتفاهم أيا كان الخلاف والاختلاف وأننا دوما نستطيع أن نجد نقاطا نلتقى فيها، لأننا نعيش معا لا يمكن للحياة أن تستمر برأى واحد.
ومهما حملت صفحات حياتنا المطوية من صدمات وإحباطات نستطيع دوما أن نفتح الصفحات الجديدة بأمل وحب وتفاؤل متجنبين أخطاء الماضى.