رئيس التحرير
عصام كامل

شعلان: "أطلس السرطان" وسيلة جديدة لمكافحة المرض


أطلقت جمعية السرطان الأمريكية والوكالة الدولية لبحوث السرطان بمنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسرطان الطبعة الثانية من كتاب "أطلس السرطان" بمشاركة مجموعة كبيرة من الخبراء الدوليين ومن بينهم الأستاذ الدكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام ورئيس وحدة الإكتشاف المبكر بالمعهد القومى للأورام- جامعة القاهرة ممثلا عن منطقة الشرق الأوسط والذي شارك في كتابته وذلك منذ عدة أيام في مؤتمر الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان بأستراليا.


وصرح الدكتور محمد شعلان بأن "أطلس السرطان" يتميز بدمج وتجميع مجموعة كبيرة من الأبحاث من 184 دولة، وأفضل المصادر المتاحة في دليل شامل يبين المشهد العالمي للسرطان. وأضاف: أنه يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لوضع مرض السرطان عالميا وإلى عوامل الاختطار الرئيسية والتدابير الوقائية اللازم اتخاذها والاستراتيجيات التي يمكن للحكومات أن تستخدمها للحد من عبء هذا المرض خاصة في الدول النامية والتي تشهد مرحلة انتقالية اقتصادية.

وأكد دكتور شعلان أنه من المقدر أن يزيد العبء العالمي للسرطان من 14.1 مليون حالة في 2012 إلى 19.3 مليون حالة في 2025 وذلك ببساطة يرجع إلى التقدم في العمر مع النمو السكانى. كما أنه خلال تلك الفترة بالنسبة للسرطانات التي تشخص في الدول المتقدمة الأقل إقتصاديا ستزداد النسبة من 59% إلى 68% من إجمالى حالات السرطان حول العالم.

وبالإضافة إلى التقدم في العمر، فهناك عبء آخر سيزداد مع انتقال الدول من الاقتصاد القائم على الزراعة إلى الاقتصاد القائم على الصناعة حيث يغير الناس بيئات عملهم (العمل في مكتب بدلا من المزرعة) ووسائل انتقالهم (قيادة السيارة بدلا من المشي) والعادات الغذائية (الوجبات السريعة بدلا من الطعام المطهى في المنزل.

ويشير دكتور شعلان إلى أن هذا كله من شأنه يؤدى إلى زيادة نسبة السمنة، ويقلل من ممارسة النشاط البدنى واللذان يعدان من أهم عوامل الاختطار للإصابة بالعديد من السرطانات الشائعة.

ويضيف شعلان: أن السيدات اللاتى ينجبن عدد أقل من الأطفال وبالتالي يقمن بالرضاعة الطبيعية لفترة قليلة على مدى حياتهن فكلاهما يزيدان من اختطار الإصابة بسرطان الثدى. كما يؤكد على أن هناك استهداف متزايد نحو الدول النامية إقتصاديا بصناعات التبغ والوجبات السريعة والمشروبات مما يؤدى إلى مزيد من السمنة ونشاط بدني أقل وعدد مدخنين أكثر. وبالنسبة للدول المتقدمة، ستزداد حالات الإصابة بسرطان الرئة والقولون والثدى كما سترتفع حالات الوفيات بالسرطان بسبب أسلوب الحياة الغربي.

وعن المستجدات العلمية في مجال السرطان وتطبيقها في الدول النامية، يذكر دكتور شعلان أنه في العقود القليلة الماضية، كان هناك مجهودات كبيرة في الاكتشافات العلمية المهمة في الحماية من السرطان والكشف المبكر، والعلاج، وكذلك في مجال الرعاية التلطيفية. وقد ساهمت هذه الاكتشافات إلى انخفاض كبير في المعاناة والوفيات الناجمة عن السرطان في البلدان المتقدمة اقتصاديا. وعلى الرغم من ذلك، فهذه التدخلات لإنقاذ الحياة ليست في متناول الملايين من مرضى السرطان في البلدان النامية بسبب نقص الموارد بما في ذلك تدريب القوى العاملة الصحية والمعدات والبنية التحتية. وعلى سبيل المثال، أن 6 من أصل 10 مرضى السرطان يستفيد من العلاج الإشعاعي في رحلة العلاج من السرطان.
الجريدة الرسمية