رئيس التحرير
عصام كامل

الشخصية الساحرة


شخصية تترك أثرا لكل من يصادفها وتفتح لها أبواب القلوب لتلتف حولها كما تلتف الكواكب حول الشمس.. جاذبية لمن حولها، لها خصائص وسلوكيات فريدة يرى فيها الآخرون اختلافا كبيرا للأفضل، تقوى علاقاتها مع الآخرين ولها قدر كبير من المودة والدفء والمحبة، ولديها الاحتواء الذي يفتقر إليه الكثير من الناس.


لا تمل ولا تظهر للآخرين مشكلاتها إلا أن تفهمها لمشكلات الآخرين تكون كبيرة.. تضع نفسها مكان الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، وتبحث دائما عن الحلول التي تتوافق مع مبدأ الإنسانية أولا، وهو ما يدفع الآخرين إلى الاطمئنان في التعامل معها، تعلم أن الناس ترى وتحكم بعواطفها ثم تدافع عن آرائها بالعقول، ولذلك فالاطمئنان هو أساس إعطاء الثقة والمغامرة أيضا.

لا تبحث عن الزعامة وإنما الزعامة هي التي تبحث عنها؛ لأن الآخرين يرون في زعامتها الأمان والاطمئنان لهم.

تعمل وفقا للقيم والمبادئ ومراعاة لما أمر الله تعالى وتبعد عما نهى عنه، ما يعطي للناس شعورا بأن هناك قيما إنسانية وروحية هي الطريق الذي تسلكه هذه الشخصية، فلا مجال للتغيير أو سوء الظنون الناتج عن تشوهات الحياة التي تصيب القلوب، ولا مجال للظلم الذي يفسد العلاقات وإنما الأخلاق ومراعاة الله في التصرفات وردود الأفعال هي الصفات الرئيسية التي تعتلي كل القيم.

صبر وحلم ولباقة، ولا تعرف غضبا أو تهورا أو فشلا، ولا تسعى لإثبات رأيها بالجدل، وإنما بالنقاش الفعال الذي يثمر عن عمل يهدف إلى الحق.

ينتهز الآخرون وجودها للحديث معها في مشكلاتها ليس من أجل إيجاد الحلول، وإنما من أجل الحديث فقط، فالراحة التي تعطيها للآخرين تكفيهم قبل أن يبحثوا عن حلول لمشكلاتهم.

لا تسعى لتحصيل الثمن مصلحة مقابل مصلحة، إنما تهب العطاء دون انتظار الثمن، فالأصل العطاء لله دون انتظاره من البشر.

تؤمن أن وجهة نظرها قابلة للتعديل فلا تتشبث بآرائها وإنما تتشبث دائما بالحق الذي يمكن أن تغير عليه وجهة نظرها حال قناعتها بذلك.

الشخصية الساحرة ليست فطرية فقط وإنما تكون أيضا مكتسبة، فلنحاول أن نتعلم منها كيف تكون ونمتثل بها مع الناس حتى نترك الأثر الرائع لكل من يتعاملون معنا، ولتكن ذكرانا خير لنا في حياتنا وفي الآخرة التي ننتظر فيها دعاء الآخرين لنا.. اللهم أصلح لنا دنيانا وآخرتنا.
الجريدة الرسمية