رئيس التحرير
عصام كامل

عباس شومان وكيل الأزهر: «الإعلام» يفتي في رده على المشككين بالدين


  • الأزهر لا يكمم أفواه علمائه ولا يمتلك وقف عمل فنى
  • ما يتردد عن تعيين بعض أصدقاء الإمام الأكبر داخل المشيخة غير صحيح 
  • لو لم يحتضن الأزهر بيان 3 يوليو لحدثت كارثة في مصر
  • لا صحة لقيادة وزير الأوقاف للتمرد داخل مشيخة الأزهر
  • الخلاف بين الأزهر ووزير الثقافة سببه تجسيد الأنبياء
  • المعزول حاول الدفع بمفتى الإخوان لمنصب وكيل الأزهر
  • كثرة الرد على المشككين في البخارى سيؤدى إلى الشك في العقيدة
  • بعض الناس لا يروق لهم التقدم الذي حققه الأزهر في الفترة الأخيرة
  • لو تم تعيين أعضاء من الإخوان بالأزهر لتحول إلى بوق للجماعة
  • قدمت 11 سببا للإمام الأكبر تمنع تطبيق قانون الصكوك
  • الإخوان أضافوا لقانون الصكوك مواد تتيح للأجانب تملك أراض داخل مصر
  • الإمام الأكبر هدد باستقالته حال استمرار التدخل في عمله من قِبل الإخوان
  • كريمة سافر إلى إيران وتحدث باسم الأزهر دون علم

كشف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن المؤسسة الدينية تعرضت لضغوط أثناء فترة حكم الإخوان.
كما أكد في حوار لـــ "فيتو" أن مؤسسة الرئاسة في ذلك الوقت، حاولت الدفع ببعض القيادات الإخوانية، لتولى مناصب قيادية في الأزهر الشريف، للسيطرة على المؤسسة الدينية، وجعلها بوقا للجماعة أثناء تولى الرئيس المعزول محمد مرسي منصب رئيس الجمهورية.

*بمَ تفسر الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر الآن؟
بعض الناس لا يروق لهم التقدم الذي حققه الأزهر في الفترة الأخيرة، وتصديه بقوة لبعض المشاكل التي عنت منها مصر مؤخرا، وكان أهمها إتمام الصلح بين قبليتى الدابودية والهلالية في أسوان، ووأد القتال الذي حدث بين عائلتين بأسيوط، وقيامه بإرسال قوافل طبية ودعوية لمعظم محافظات الجمهورية، وأيضا قيامه بتطوير المناهج الأزهرية، وتولى شيخ الأزهر منصب رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقاموا بالهجوم على الأزهر، وأؤكد لهم أنهم مهما حاولوا لن يتمكنوا من النيل منه، فالكل يقف داخل المؤسسة على قلب رجل واحد.

*هل طلبتم أي دعم من الدولة للوقوف بجانب الأزهر ضد ما يتعرض له؟
لم نطلب ذلك، والدولة نفسها تعلم ماذا يمثل الأزهر بالنسبة لمصر والعالم كله.

*كيف كانت العلاقة بين الأزهر والإخوان أثناء تولى الرئيس المعزول محمد مرسي منصب رئاسة الجمهورية؟
جماعة الإخوان أرادت السيطرة على الأزهر الشريف، من خلال محاولة الدفع بالأعضاء المنتمين لها، للعمل داخل المشيخة والجامعة، وحينما تقدم شيخ الأزهر بطلب لتعيين ثلاثة نواب لرئيس الجامعة، رفضت مؤسسة الرئاسة، وقام الإمام الأكبر بتقديم ثلاثة نواب آخرين وتم رفضهم أيضا، ولم تبد مؤسسة الرئاسة في ذلك الوقت أي أسباب للرفض، واتضح بعد ذلك، أنهم يريدون تعيين بعض الأساتذة المنتمين لهم.

*وهل كانت هناك أسماء مطروحة من قبل الإخوان لتولى مناصب داخل الأزهر؟
نعم، كانوا يريدون في ذلك الوقت تعيين الدكتور عبدالرحمن البر مفتى جماعة الإخوان، في منصب وكيل الأزهر، ولم يفصحوا عن النواب الذين يريدون تعيينهم لرئيس جامعة الأزهر في ذلك الوقت.

*هل تعتقد أن هذه محاولة من قبل جماعة الإخوان للسيطرة على الأزهر؟
نعم، جماعة الإخوان كانت تريد السيطرة على كل شئ في مصر، وبدأت بالأزهر الشريف.

*ولو كان حدث ذلك؟
الإمام الأكبر تصدى بقوة لتلك المخططات، ولوحدث وتم تعيين أعضاء من الإخوان في الأزهر، لتحولت المؤسسة الدينية إلى بوق للجماعة.

*وكيف تصدى شيخ الأزهر لذلك؟
بعد أن ظل تعيين ثلاثة نواب لرئيس جامعة الأزهر، حبيس أدراج الرئاسة، لمدة تقارب 8 أشهر، ومحاولة أعضاء جماعة الإخوان، دس المنتمين لها للعمل داخل المشيخة، ورفض الرئاسة الموافقة على تعيينى وكيلا للأزهر، بناءً على طلب الدكتور أحمد الطيب، هدد الإمام الأكبر بتقديم استقالته في حال استمرار التدخل في عمله، وعلى الفور قرر الرئيس المعزول محمد مرسي، الموافقة على تعيين الثلاثة نواب لرئيس جامعة الأزهر، وعدم الموافقة على تعيينى في منصب الوكيل.

*هل مورست ضغوط على شيخ الأزهر لتمرير قانون الصكوك الإسلامية؟
جماعة الإخوان حاولت أكثر من مرة تمرير قانون الصكوك الإسلامية، إلا أن شيخ الأزهر تصدى لهم بالمرصاد، وقمت بتقديم 11 سببا للإمام الأكبر تمنع تطبيق ذلك القانون.

*وماذا كانت مشكلة قانون الصكوك الإسلامية في ذلك الوقت؟
الصكوك الإسلامية ليس فيها شئ من الناحية الشرعية، إلا أن أعضاء جماعة الإخوان، أضافوا إليها بعض القوانين التي تتيح للأجانب تملك أراضى داخل مصر، واحتوت أيضا على المعاملات في صناديق الاستثمار المحرمة شرعا.

*ولكن ذكر لى أحد أساتذة جامعة الأزهر أنك كنت المنظر الشرعى لمشروع الصكوك واستعان بك خيرت الشاطر لتمريره؟
هذا كلام جاهل، صدر من شخص سفيه، كنت أنا أول من أوضح الأسباب التي تمنع تطبيق ذلك القانون، وألقيت محاضرات في جامعة عين شمس والمصرف المتحد حول ذلك، واستعان بى شيخ الأزهر، لمعرفة رأيى في ذلك المشروع، ورفض الرئيس المعزول الموافقة على تعيينى وكيلا للأزهر، فكيف سيستعين بى خيرت الشاطر لتمرير المشروع.

*وهل تم تطهير الأزهر من المنتمين لجماعة الإخوان؟
بالفعل كان يوجد بعض عمداء الكليات داخل الجامعة، الذين أتوا بالانتخاب، وتخلصنا منهم بعد ذلك، وكذلك هو الحال بالنسبة لقطاع المعاهد الأزهرية.

*ما حقيقة أن المكتب الفنى لشيخ الأزهر هو مجرد كيان وهمى لتعيين بعض أصدقاء الإمام الأكبر داخل المشيخة؟
هذا كلام ليس له أي أساس من الصحة على الإطلاق، وإذا أراد شيخ الأزهر تعيين أي من أصدقائه، سيقوم بعمل ذلك على الفور، دون الخوف من أحد.

*هل من الممكن أن يصبح تولى منصب شيخ الأزهر عن طريق الانتخاب؟
شيخ الأزهر يتم تعيينه بقرار جمهورى وفقا للدستور.

*هل من الممكن أن يتم تعديل القانون 103 الخاص بتنظيم الأزهر؟
لا توجد أي مشكلة في ذلك، ورئيس الجمهورية أدخل تعديلات على القانون الشهرين الماضيين.

*هناك اتهامات موجهة للأزهر الشريف بتكميم أفواه علمائه.. ما ردك؟
لم يحدث ذلك على الإطلاق، وجميع أساتذة الجامعة يتحدثون في كل وسائل الإعلام، على مرأى ومسمع من الجميع، ونسمح لهم بذلك، شريطة ألا يحدث ذلك، فتنة طائفية أو تحريضا على العنف، أو أي موضوعات متعلقة بالأمن القومى.

*لكن الأزهر متهم بأنه يظهر العداء لأبنائه وأبرزهم كريمة وسعدالدين الهلالى، كما أن قيادات الأزهر التي يتم تعيينها لا بد أن تكون مقربة من الإمام الأكبر؟
الدكتور أحمد كريمة، سافر إلى إيران وتحدث باسم الأزهر دون علم، على الرغم من أن الزيارات إلى الشيعة ممنوعة، وأجرى التحقيق معه، وأوقف عن العمل ثلاثة أشهر، والدكتور سعد الهلالى ما زال يمارس عمله بشكل طبيعى داخل الجامعة، كما أن الدكتور عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محيى عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد ابوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، لا تربطهم أي علاقة بالإمام الأكبر، وأنا حينما كنت أستاذا بالجامعة قبل تقلدى لمنصب العميد، لم تحدث أي مواجهة بينى وبين شيخ الأزهر.

*لماذا لم يصدر الأزهر بيانا للرد على المشككين في صحيح البخارى؟
الأزهر رد في أكثر من بيان، على كل المشككين في أحاديث البخارى، وأوضح أن ذلك سيؤدى إلى الشك في العقيدة.

*ولكن الذين شككوا في الأحاديث استعانوا بنماذج لا تصلح لهذا العصر؟
بالفعل كتاب الإمام البخارى، يحتوى على الكثير من الموضوعات التي لا تصلح لزماننا، مثل تلك المتعلقة بالرق وأسرى الحرب وما شابه ذلك، ولكن لا يمكن أبدا إزالتها من تلك الكتب.

*ولماذ لم يرد على إسلام البحيرى وكل من يشككون في العقيدة؟
القنوات الفضائية لا تمنحنا وقتا للرد على من يشكك في الدين، ومن يفتى بغير علم، لذلك فكرنا في إطلاق قناة الأزهر، التي ستكون منبرا للرد على الفتاوى المضللة.

*ما الذي ينتظره الأزهر من داعش ليصدر بيانا بتكفيرها؟
لا يملك أي إنسان على وجه الأرض ولا الأزهر نفسه أن يكفر أحدا، والبعض يفهم موضوع التكفير خطأ، أنا من الممكن أن أقول أن أفعال داعش تؤدى بهم إلى الكفر، ولا يمكن أن أقول أن التنظيم كافر، ونحن لم نقم بمعايشتهم حتى نقول عنهم جميعها أنهم كفار، وإذا قام بعض أشخاص منهم بأفعال تنافى الإٍسلام، فما ذنب بقية النساء والأطفال والشباب حتى نكفرهم.

*برأيك ماذا لو لم يحتضن الأزهر بيان 3 يوليو؟
كانت ستحدث كارثة في مصر، لو لم يشارك الأزهر في البيان الذي أصدره وزير الدفاع في ذلك الوقت.

*لماذا انتظر الأزهر فترة طويلة ليقوم بتنقيح المناهج؟
منذ قدوم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى منصبه قبل أربع سنوت، قام بتشكيل لجنة لتعديل المناهج، إلا أنها لم تقم بعمل شيء، وحينما توليت منصب وكيل الأزهر، أصدر الإمام الأكبر قرارا بتشكيل اللجنة من جديد، وكنت عضوا فيها، وانتهينا من تعديلها بالكامل.

*ومتى سيتم تدريس المناهج المنقحة؟
بالفعل بدأت المعاهد الأزهرية تدريس مادتين للمرحلة الإعدادية، وسيتم تدريس المناهج الجديدة للمواد الشرعية بالكامل، بدءا من العام المقبل، وسيتم مراجعتها كل ثلاث سنوات، من قبل مجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء.

*وهل وجدت مشاكل بالمناهج؟
نعم وجدنا مشاكل كثيرة بالمناهج، وكانت هناك بعض الموضوعات التي لا تصلح للتدريس في وقتنا الحالى، وقمنا بحذفها على الفور.

*هل تعتقد أن تلك الموضوعات كانت سببا في ظهور طلاب بالجامعة لديهم فكر متطرف؟
لم يحدث أبدا منذ أن أنشئت جامعة الأزهر، أن خرجت طلابا لديهم فكر متطرف، أو ينتمون لجماعات إرهابية، ومن يقوم بأعمال عنف داخل الجامعة الآن، هم مجموعة من الشباب المغرر بهم.

*ما حقيقة أن وزير الأوقاف يقود التمرد داخل مشيخة الأزهر؟
هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، وجميع من في مشيخة الأزهر يعملون على قلب رجل واحد، ووزير الأوقاف متواجد بصورة شبه يومية داخل المؤسسة.

*كيف ترى مصر بدون الأزهر الشريف؟
المكانة التي تتمتع بها مصر حاليا في جميع أنحاء العالم، سببها وجود الأزهر الشريف بها، وبدون الأزهر ستخسر مصر الكثير.

*ما العلاقة بين الأزهر ووزير الثقافة؟
الأزهر لا يدخل أبدا في خلاف مع أحد، والخلاف بينه وبين وزير الثقافة فكرى، هو قال رأيه في مسألة تجسيد الأنبياء، والأزهر موقفه واضح في ذلك الأمر، وأفتى بحرمانيته.

*هل من الممكن أن يتدخل الأزهر لوقف عرض أي عمل فنى؟
الأزهر ليس ضد الفن، وليس من سلطته التدخل لوقف عرض أي عمل فنى، ولكن يبدى رأيه فقط، إذا طلب منه.

*ومن الذي يطلب منكم؟
الدولة تطالبنا بإبداء الرأى في عمل ما، إذا أثيرت حوله بعض الشبهات، ونعرض الأمر على لجنة متخصصة من المشيخة، وهى التي تقرر، إذا كانت العمل مخالف أم لا.

*وإذا رأيتم أنه مخالف ولا بد من سحبه هل رأيكم ملزم للدولة في هذه الحالة؟
سلطة الأزهر في تلك الحالة، لا تتجاوز إبداء الرأى فقط، فنحن نقوم بإبداء رأينا سواء بالرفض أو القبول، والدولة عليها إما تأخذ به أو ترفضه.

*ما حقيقة مجاملة نجلك أحمد في امتحانات الثانوية الأزهرية العام الماضى؟
نجلى كان طالبا بالقسم العلمى بالشهادة الثانوية الأزهرية العام الماضى وكانت لجنته بالقاهرة، ولو كنت أجامله، ما أقدمت على إلغاء ثلاث مواد للقسم العلمى، لحدوث حالات غش جماعى بلجان محافظتى الشرقية وكفر الشيخ، وأثناء عقد الامتحانات، جاء أحد الموجهين من اللجنة التي يمتحن بها نجلى، وطلب مقابلتى، وظن أن عمله باللجنة التي يمتحن بها نجلى، ستكون فرصة للحصول على مزايا معينة في الأزهر، فرفضت مقابلته وطالبته بالذهاب إلى قطاع المعاهد الأزهرية، وعرض مشكلته هناك.
الجريدة الرسمية