رئيس التحرير
عصام كامل

حرب النفط.. الضرب تحت الحزام.. مؤامرة صهيونية ضد دول الخليج.. وتوقعات بإفلاس طهران.. إفساح الطريق لتربع أمريكا على عرش «أوبك» بالزيت الصخري والإطاحة بالسعودية.. وإجبار مصر على شراء الغاز الإ


«الضرب تحت الحزام» لعبة قذرة يجيدها أبناء «صهيون» تجاه العرب، حتى تجاه ما يصفونها بدول الاعتدال في الشرق الأوسط، وأن مصالح إستراتيجية تجمعها بالبيت الأبيض، كما هو الحال مع دول الخليج العربي ومصر، وهذه المرة سيكون سلاح النفط بارزًا.


تقارير صحفية عبرية تحدثت عن تعاون متواصل بين الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» لتنفيذ مخطط موسع بالمنطقة العربية، يقوم على شن حربٍ اقتصاديةٍ ضد مصر والسعودية ودول الخليج، وبدأت بوادر المخطط تُنفذ بانخفاض أسعار النفط.

إسرائيل المستفيد
ولا شك في أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من تراجع أسعار النفط، وكشفت تقارير إسرائيلية أن هناك خطة لتصفية ما تبقى من الدول العربية، والتي لم تنجح مؤمرات السنوات الأربع الماضية في القضاء عليها، وذلك عبر عاصفة النفط التي من شأنها أن تدمر الاقتصاد السعودي، وتظل مصر دون سند خليجي، ما يعجل بسقوطها.

القادم أسوأ
موقع «جي بلانيت» الإسرائيلي توقع في تقرير له أن «القادم سيكون الأسوأ على دول الخليج في ظل تراجع أسعار النفط»، مشيرًا إلى أنه من الآن فصاعدًا سيتغير كل شيء، فالنفوذ النفطي الذي تتمتع به دول الخليج في طريقه إلى التلاشي، بعد أن أصبحت الوﻻيات المتحدة الأمريكية بفضل تكنولوجيا الصخر الزيتي أكبر مصدر للنفط في العالم، منذ بداية العام الجاري.

مصر المستهدفة
الموقع الإسرائيلي اعتبر أن ما تعرضت له المملكة من تراجع في أسعار النفط «نزلة برد» لكنها تؤدي إلى كتابة شهادة وفاة لمصر، منوهًا إلى أن عدد المصريين يصل إلى 85 مليون نسمة وليس لديها مصادر دخل حقيقية، وتتعافى السياحة على أرضها بـ«شكل ضئيل»، ومصادر الطاقة الذاتية بها نفدت، وقناة السويس حتى بعد توسيعها لن تمثل مصدر دخل ضخما.

«جي بلانيت» تحدث كذلك عن أن مصر تعيش حاليًا على منح السعوديين، وذلك بقيمة 10 مليارات دولار سنويًا، لمجرد كونها ضد جماعة الإخوان، فإذا كانت الرياض نفسها تعاني تدهورًا اقتصاديًا فأول شيء ستفعله هو تقليص المساعدات الخارجية، متسائلا: «إذًا كيف سيحيا المصريون؟»

في الوقت نفسه، أضاف أنه في هذه الظروف ستجبر مصر على شراء الغاز الإسرائيلي الأقرب لها والأرخص نسبيًا، متوقعًا أن ذلك سيحدث قريبًا مع مزيد من صفقات الغاز الكبرى التي ستوقع بين القاهرة وتل أبيب.

«المملكة تمول صفقات أسلحة ضخمة لمصر مع روسيا، وفي إطار أزمة النفط سيتم تقليص هذا التمويل، كما أن هناك الكثير من الأضرار غير المباشرة التي ستنعكس على هذه الدول المصدرة للسلاح، وبالطبع، انعدام الاستقرار الأمني»، وفقًا لما ذكره الموقع الإسرائيلي.

إفلاس طهران
«أدام رويطر» البروفيسور والمحلل الإسرائيلي قال، إن انخفاض أسعار النفط من شأنه جعل الوضع الجيوسياسي لإسرائيل يتحسن بشكل كبير، وفي المقابل يتضرر الاقتصاد الإيراني كثيرًا، بل وصل الأمر إلى الحديث عن تعرض طهران للإفلاس.

«رويطر» أشار إلى أن الأهم من ذلك أن اقتصاد الدول العربية سيتضرر أيضًا، وعلى رأسها السعودية ودول الخليج، وهذا أمر مريح بالنسبة لدولة الاحتلال.

استقلال أمريكا
كما أشار إلى أن استقلال واشنطن في مجال الطاقة وتحولها إلى منافسٍ في هذا المجال سيقضي على اعتمادها على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، الأمر الذي من شأنه يجعل هذه الدول تعيد النظر في خطواتها والبحث عن علاقات مع الدول القوية الأخرى.

ثروات الربيع
أما الباحث الإسرائيلي الدكتور جاي باخور رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بمركز هرتسيليا، فذكر أن السعودية «صندوق التوفير» الخاص بالعالم العربي دخلت في غيبوبة، عقب انخفاض أسعار النفط، مشيرًا إلى أن المملكة نجت من ثورات الربيع العربي بفضل النفط.

الباحث الإسرائيلي رأى أن السعودية لم تخفض الإنتاج رغم انخفاض الأسعار لأنها تخشى من منافسين جدد مثل إسرائيل وكندا والمكسيك والبرازيل وكينيا وأوغندا بداية من 2017، لافتًا إلى أن منظمة الأوبك انهارت كحلف احتكاري تربع على عرش العالم لعشرات السنوات.

ورصد تداعيات الأمر على المملكة، معتبرًا أنه سيشكل كارثة للملك عبد الله ولمن يأتي خلفًا له، خصوصًا مع بدء المستثمرين مغادرة البلاد، بالإضافة إلى انهيار البورصات الخليجية، وحاول الحكام إنقاذ البورصات وإعادة التعافي لها بشراء أسهم محلية بواسطة القروض لكن الآن تراجعت الأسهم ببطء لأقل من سعر القرض.

وتستهدف الولايات المتحدة العودة إلى ذروة إنتاجها من النفط، كما كانت في عام 1970، خصوصًا مع وصول معدل الإنتاج إلى نحو 9.6 ملايين برميل يوميًا، ووفقًا لتقديرات أمريكا لن يكون إلا على أنقاض الدول العربية التي لا تنصاع للقرار الأمريكي.

صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أشارت في تقرير مطول إلى رصد تداعيات انخفاض أسعار النفط، لافتة إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط يصب في صالح الصهاينة، ويشعر به المستهلك الإسرائيلي في محطات الوقود خلال الأشهر المقبلة.

الزيت الصخري
واوضحت الصحيفة، أنه رغم تفوق الصين على الولايات المتحدة، وأصبحت في الآونة الأخيرة أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنه ليس هناك حاجة تدعو الأمريكيين للقلق، وتمكنت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة من استخدام التكنولوجيا الحديثة لإنتاج النفط والغاز، بما في ذلك الاعتماد على الزيت الصخري الذي من شأنه أن يجعل أمريكا تتربع على قائمة الدول المنتجة للطاقة، متوقعة أن تقوم واشنطن بتصدير الغاز قريبًا.

«يديعوت أحرونوت» توقعت تغير سوق الطاقة العالمية كليًا، وهذا سيكون له آثار اقتصادية وجيوسياسية هائلة على حد سواء، موضحة أنه في غضون بضع سنوات ستتخطى واشنطن كل من قبل المملكة وروسيا وتصبح المنتج الأول للنفط والغاز في العالم.

شماتة عبرية
فيما بدت «الشماتة» واضحة على صدر صفحات مجلة كالكليست العبرية في المملكة العربية السعودية، قائلة إن الحدث الجلل بشأن انخفاض أسعار النفط من شأنه أن يخلق عجزًا في ميزانية المملكة يصل إلى 14% في العام المقبل، بالإضافة للخسائر العام الحالي.

وكانت معظم الدول المصدرة للنفط اعتمدت موازناتها المالية الحالية على أساس سعر 80 دولارًا للبرميل كحد أدنى بينما اعتمدت بعض منها سعرا يزيد على 100 دولار لدى اعتماد موازناتها، وهذا قد يقضي بخفض الدعم الذي تقدمه هذه الدول لقطاعات كثيرة مثل العلاج والتعليم والإسكان، الأمر الذي يؤثر على مستوى المعيشة في هذه الدول لمواجهة النقص في الميزانية.

«تسيفي بارئيل» الكاتب الإسرائيلي ومحلل الشئون العربية في صحيفة «هاآرتس» رأى بدوره أن إصرار السعودية على عدم تقليل كمية إنتاج النفط مقابل تراجع الأسعار سيجعل المملكة تتضرر وتدفع ثمنًا غاليًا نتيجة هذه السياسة وبالتالي ستتأثر مصر بذلك لأن اقتصاد الأخيرة قائم على المساعدات السعودية.

الكاتب الإسرائيلي رفض الرأي السائد بأن السعودية تآمرت مع الولايات المتحدة لضرب اقتصاد إيران وروسيا، كي توافق طهران على توقيع المعاهدة النووية من جهة، ومعاقبة موسكو على سياساتها في أوكرانيا من جهة أخرى، معتبرًا أنه لا يوجد سند منطقي يدعم هذا الرأي، خصوصًا أن المملكة لا ترغب في تطوير أمريكا للصخر الزيتي، وهو ما من شأنه دحض وجود مؤامرة أمريكية سعودية.

ميزانية الجيش الإسرائيلي
أما «رون بن يشاي - الخبير العسكري الإسرائيلي» فأكد أن هذا الحدث من المقرر أن يكون له تأثيرات دراماتيكية «إيجابية» على الأمن القومي الإسرائيلى، مضيفًا: «لا تحتاج أن تكون خبيرًا اقتصاديًا كي تفهم أن ميزانية جيش الاحتلال ستستفيد بشكل كبير من هذه الأسعار، بما في ذلك تقليل نفقات الجيش».

نقلاً عن العدد الورقى...
الجريدة الرسمية