رئيس التحرير
عصام كامل

نحن وحرب النفط !


كثيرة هي التفسيرات التي عللت الانخفاض الحاد والضخم في أسعار البترول العالمية والتي تجاوزت نسبة الـ٥٠٪ في غضون أسابيع قليلة.. فهناك من يرون وراء هذا الانخفاض الحاد مؤامرة تستهدف مصر وروسيا معا.. تستهدف مصر بطريقة غير مباشرة من خلال حرمانها من مساعدات ومنح الدول الخليجية التي تضررت بتدهور أسعار النفط وستضطر لإعمال قاعدة "ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع" وتستهدف روسيا بشكل مباشر بحرمانها من دخل كبير كانت تحصل عليه وساعدها على النمو الاقتصادي المرتفع خلال السنوات الماضية، عقابًا لها على ضم القرم.


بينما هناك آخرون يرون أن وراء تدهور الأسعار العالمية للبترول مؤامرة أخرى تستهدف مع روسيا إيران والنظام السوري حتى يضعف الدعم الروسي والإيراني لبشار الأسد وفي سبيل ذلك يمكن أن تتحمل الدول الخليجية نقص مواردها من الضغط بعض الوقت «لنحو عامين» لأنها تحتفظ بقوانين نقدية كبيرة.

لكن في ذات الوقت هناك فريق ثالث عبر عنه بوضوح وزير البترول السعودي ويرى أن التدهور في الأسعار العالمية للنفط سببه اقتصادي وليس سياسيًا، ويتمثل في انخفاض معدلات النمو في أوربا وبالتالي تراجع الطلب العالمي على النفط، وساعد على ذلك زيادة في المعروض منه بعد طرح داعش كميات منه بأسعار زهيدة وقيام الجماعات الإرهابية في ليبيا بذات الشيء.

وهكذا التحليلات متباينة بل لعلها متضاربة حول تدهور أسعار النفط.. وهنا يجب أن يصمت الجميع ويتحدث الخبراء فقط، سواءً خبراء النفط أو خبراء الأمن القومي ومن خلال المعلومات لتعرف ماذا يدور وكيف ستتأثر به.

فلا يمكن أن يحدث هذا التدهور ولا تتأثر مصر سواءً سلبًا أو إيجابًا، فنحن نستورد منتجات بترولية عديدة بل ونتأهب لاستيراد الغاز أيضا، وفي ذات الوقت نحن نسعى لزيادة إنتاجنا البترولي.. كما يتعين أن نعرف إلى أي مدى يستمر هذا التدهور في أسعار النفط ونعرف كيف سوف تستفيد به قوى عالمية مختلفة لا تقتصر على أوربا وحدها وإنما تشمل الصين أيضًا.. ادرسوا قبل أن تتحدثوا!
الجريدة الرسمية