المصالحة القطرية المصرية
شكرا لجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الجهود المضنية التي بذلها في سبيل المصالحة بين قطر ومصر وشكرا للوطنيين المخلصين من الشعب القطري الشقيق على جهودهم في إغلاق قناة الجزيرة مباشر والتي كانت مثل الشوكة التي لا يمكن أن يندمل عليها الجرح أبدا.
فالبعض من الناس من يقول إنها كانت منبر من لا منبر له، كما يعتقدون أو أنها كانت تعبر عن الواقع كما يرون من وجهة نظرهم ومنهم من يقول إنها كانت رسالة صحفية محايدة، كما يتوقعون ومنهم من يقول إنها تعبر عن واقع للأسف إلا أننى سأحكى واقعا شاهدته ولن أنساه حتى يكون فاصلا بين المتشككين.
في أحد الأيام التي كنت مسافرا وقالوا لي أسرع بفتح قناة الجزيرة مباشر؛ لأن هناك مظاهرات عارمة تحت بيتي في مدينة المنصورة وأسرعت إلى التليفزيون لأشاهد القناة وشاهدت كمًا من الناس لا يوصف بأعداد هائلة يقفون ويهتفون ويتحركون بفوضوية عارمة ولا شك أن أول رد فعل هو الاتصال بالمنزل، حيث بدأ الخوف يتسلل إلى أهلي وقاموا بالخروج إلى الشرفة للاطلاع على الموقف ولكن للأسف كان الرد بالنفي.. وأنه لا توجد أي مظاهرات.
ورجعت إلى القناة مرة أخرى لأشاهد أن أحد المحال يتلون جداره بلون قديم وللأسف كان من زمن ولكن المظاهرة التي كانوا يقومون ببثها كانت للأسف يقولون إنها على الهواء.
لا أستطيع أن أعبر كم كانت حجم دهشتي وحزني في آن واحد وأتذكر تساؤلاتي لماذا يتم كل هذا ولمصلحة من ولماذا تتحول الحيادية إلى الانحياز بهذه الصورة لدرجة فقدان مصداقيتها علنا ودون أي اعتذار.
ليكن ما حدث درسا أن تلتزم القنوات الحيادية في الرأي لأن الحق هو الأحق أن يتبع وأن مهما كانت المواقف التي لا تعبر عن الحقيقة والتي يريدون بها إيهام الناس بأنها حقيقة سيأتي يوم تشرق فيه الشمس ولا تستطيع الأيدي أن تحجب نورها ويحق الله الحق ويزهق الباطل مهما طال الزمن.
والرسالة إلى الدول الباقية التي ظلت على موقفها الداعم للباطل أن عليهم أن يعيدوا حساباتهم بكل أمانة ويتوقفوا عن التفكير في حلمهم المسيء والذي قطعه وحدة الشعب المصري ووعيهم نحو مستقبلهم رغما عن أعداء مصر وليتركوا كل شعب يتولى زمام نهضة بلاده بنفسه ولتكتفي كل دولة بمشكلاتها ولا تنظر إلى غيرها فطالما لا نتدخل في شئون الآخرين فإننا نرفض أن يتدخل أحد في شئوننا ومن كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة.