رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أهالي بولاق الدكرور يستغيثون بالمسئولين بسبب كوبري صفط اللبن.. الأهالي: سقوط السيارات على المارة من أعلى الكوبري.. انتشار البلطجية واللصوص والتحرش بالفتيات وتراكم أكوام القمامة


يجلس الطفل "على سيد، 13 عاما" في سكون أسفل كوبرى صفط اللبن ببولاق الدكرور، أمام عربة خشبية، محملة بالبرتقال، داعيًا المولى عز وجل بالزرق، غير عابئ بالمخاطر التي قد تودى بحياته، فهو يعول أسرة مكونة من 3 أفراد، بعد وفاة والده "الأرزقى" منذ عام.


فبعد انتهاء يومه الدراسى يخرج بعربته، طالبًا الرزق لكى يسد احتياجات أسرته، وقال "على": "أنا باستنى الموت كل يوم".. واصفا كوبرى صفط اللبن الذي يجلس أسفله كل يوم بـ"كوبرى الموت"، مشيرًا إلى أن أهالي المنطقة أطلقوا عليه هذا اللقب لما عايشوه من رعب حقيقى بشكل يومى.

مشاهد حية
وأضاف "على": «منذ شهور حينما كنت أجلس لبيع البرتقال، فوجئت بسقوط دراجة نارية من أعلى الكوبرى على أحد المارة فلقي مصرعه على الفور".

وتابع: «نفسنا السور بتاع الكوبرى يعلى شوية علشان العربيات والموتوسيكلات ما تقعش علينا تحت».

وأمام محل بقالة يجلس عم «خلف» على كرسيه الخشبى، ويقول: «أنا ليا 20 سنة ساكن في المنطقة دى، وياما شوفت ناس ماتت قدامى ومنهم من مات قدام المحل بتاعى».

ويستكمل الرجل الأربعينى حديثه: "كوبرى صفط اللبن سمي من قِبَل أهالي المنطقة بـكوبرى الموت، لما يشاهدونه من حوادث مروعة تنجم عنه وعن أسواره المنخفضة التي تسمح للسيارات والدراجات النارية التي تسير أعلاه بالسقوط إلى أسفل على المواطنين والمحال".

أعمال تخريب
وأضاف أن صديقه "على" يعمل نقاشا وفقد أحد أبنائه، وذلك حينما خرج من المنزل وسقطت سيارة عليه، كما أشار إلى أن محله التجارى أيضا تعرض أكثر من مرة للتحطم، ولكن العناية الإلهية أنقذته من الموت المحقق.

الرحيل
وأشار إلى أن عددا كبيرا من سكان المنطقة رحلوا عن المكان، خوفًا من الموت وحوادث سقوط السيارات.

أفعال إجرامية
«فين الحكومة؟» سؤال طرحه «قاسم السيد» صاحب محل دهب، مشيرًا إلى أن منطقة صفط اللبن تعاني الإهمال الأمني، وقال إن عددا كبيرا من البلطجية يتخذون من الكوبرى وسيلة لممارسة نشاطهم الإجرامى في التعدى على المارة في أوقات متأخرة من الليل.

التحرش
وأضاف «السيد» أن هؤلاء البلطجية يحرمون على فتيات المنطقة السير في الطريق بحرية، فيقومون بمضايقتهن، والتحرش بهن، وإطلاق الألفاظ الخادشة للحياء.

عمليات السرقة
وقال: "في فصل الشتاء تنتشر عمليات السرقة، ويتخذ اللصوص من الكوبرى الذي لا يبعد عن المنازل سوى سنتيمترات قليلة، وسيلة رخيصة من أجل ممارسة نشاطهم، وفور أن تنتهى عملية السرقة يهربون من خلال شباك المنزل المطل على حافة الكوبرى".

"خوف وقلق وتوتر" كلمات قليلة بدأ بها «أحمد على» أحد الأهالي، كلامه ليصف بها حال أسرته، منذ أن بدأ العمل في إنشاء "كوبرى الموت"، والتي بدأت عند تركيب "السقالات" لتبدأ معها معاناة السهر حتى شروق شمس اليوم التالى يقضيها في حراسة زوجته وبناته الثلاث بعد أن واجه أول "مصائب" بناء الكوبرى، على حد تعبيره، عندما هاجم أحد اللصوص المنزل الذي يقطن به، إلا أن العناية الإلهية أنقذتهم بعد صدور أصوات مزعجة نتيجة "صوت السقالات" بعد أن تسلقها اللص، مما جعله يذهب إلى شرفة منزله التي لا تبعد عن سور الكوبرى سوى بضع سنتيمترات.

غياب الحراسة
وأضاف أن حالة من الذعر انتابت الجميع بعد هذه الواقعة، جعلت الأب لا يعرف ماذا يفعل بعد أن قام بتقديم بلاغ بقسم بولاق يثبت فيه تضرره من عمليات الإنشاء وعدم وجود حراسة في منطقة العمل المتواجد بها الآلات والمعدات الثقيلة بالموقع سوى خفير لا يملك شيئا يفعله أمام هؤلاء المجرمين المحترفين.

وقال: "مرت الأيام والشهور إلى أن بدأت مرحلة جديدة بعد أن تم الانتهاء من عملية إنشاء كوبرى الموت لتبدأ مشاكل جديدة، عندما استيقظت ابنتي الصغرى هبة صاحبة الـ11 عامًا والتي تبعد نافذة غرفة نومها عن الكوبرى بما يقرب من متر أو أكثر قليلًا، مفزوعة بسبب تصادم سيارتين ببعضهما، والذي وقع بعيدًا عن غرفتها بنحو ما يقرب من 10 أمتار فقط".

سنتيمترات تفصلهم عن الموت
وأكد الحاج "محسن جمعة" أنه قرر بيع العقار لكى يستريح من المشاكل التي تسبب فيها بناء الكوبرى بعد إنشائه، وقال: "البيت بقى برخص التراب بسبب عدم وجود مسافة بين المنزل والكوبرى لا تتخطى سنتيمترات، وهي كفيلة برفض أكثر من مشتر للبيت في كل مرة، خوفًا من اللصوص ووجود خطر على حياتهم، خاصة أن الكوبرى حجب عنهم ضوء الشمس".

أكوام الزبالة
وأضاف أن أكوام الزبالة واحدة من ضمن الآثار الجانبية لبناء هذا الكوبرى، مما يتسبب في روائح كريهة لا يطيقونها، مشيرًا إلى أن سيارات القمامة لا تصل إلى منطقتهم لجمع القمامة بصفة منتظمة، مما يجعل تراكمها يتسبب في انتشار الأمراض بين أبناء المنطقة الذين لا يعلمون متى ستنتهى تلك المشاكل التي أحاطتهم منذ بناء الكوبرى.


الجريدة الرسمية