رئيس التحرير
عصام كامل

سيسي مصر.. وسبسي تونس!


أمة بلا حلم أمة بلا مستقبل.. ومن يملك الخيال يملك الحلم والتفاؤل والإبداع.. أما الإغراق في الماضي والالتصاق به دون رؤية الحاضر أو تخيل المستقبل فهو رجعية لا طائل منها.


العودة للماضي مستحبة إذا كانت لاستخلاص دروسه وعبره والتعلم من أخطائه، وهو ما خاطبنا القرآن الكريم به، فقال تعالى: «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب».

أما أن نحبس أنفسنا في سراديب ذلك الماضي للتبكيت والتجريح وتصفية الحسابات والنبش في قبور أموات رحلوا عنا بمالهم وما عليهم دون أن يستطيعوا الرد، فذلك انتهاك لحرمة الموتى وحرمة التاريخ أيضًا.. وإذا ما ترتب على ذلك إغراق المجتمع في جدل أجوف يصرف الناس عن الاهتمام بأولويات الوطن.. هنا يصبح الكلام عن هذا الماضي تجديفًا ضد مصالح هذا الوطن وخطرًا ينبغي التنبه إليه، خصوصًا لمن هم في مثل ظروفنا وأحوالنا الاقتصادية والأمنية التي تتعرض للخطر في كل لحظة بسبب الإرهاب وتآمر شرذمة بالداخل مع أعداء الخارج.

وإذا كان كل ذلك وأكثر ينطبق على مصر وتونس بعد ٤ سنوات عجاف تراجع فيها كل شىء، وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.. فإن على الرئيس السيسي رئيس مصر.. والرئيس السبسي رئيس تونس المنتخب.. أن ينظرا إلى المستقبل لتصحيح المسار اتساقًا مع أهداف الثورة في كل من البلدين اللذين يحتاجان لكل جهد بناء ورأي هادف.. ورؤية تنير للأجيال الحالية طريق المستقبل مغلقةً شر الجدل والانقسام حول ماضٍ في ذمة التاريخ.. وإذا كان لابد من استدعائه فليكن للعظه.. فما بقي لا يتسع للجدل والخلاف والانقسام.. الناس في البلدين «مصر وتونس» لن تأكل من السياسة وجدلها.. فالسياسة يجب أن تكون وسيلة لاقتصاد قوي.
الجريدة الرسمية