رئيس التحرير
عصام كامل

جون كيرى زوج ملكة "الصلصة".. ينتمى إلى الطائفة الكاثوليكية.. جده وشقيقه يهوديان.. وزوجته صاحبة مجموعة "هاينز" العالمية.. يدافع عن الإخوان.. وحلمه الرئاسى انتهى بـوزارة الخارجية

وزير الخارجية الأمريكى
وزير الخارجية الأمريكى جون كيري

محطات عديدة توقف فيها قطار جون كيرى، قبل أن يصل إلى تولى حقيبة الخارجية الأمريكية خلفاً لوزير لـ "هيلارى كلينتون".

وربما كان القاسم المشترك بين هيلارى وكيري، أن كليهما ارتبط اسمه بخسارة الترشح لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فالأولى خسرت السباق الديمقراطى لصالح باراك أوباما فى معركة انتخابية ساخنة جذبت لها الأنظار خاصة بعدما صرحت هيلارى علانية بأن البيت الأبيض لا يمكنه أن يقبل بين جنباته رئيساً أسود، وتصاعدت حدة المعركة الانتخابية بين الاثنين حتى بدا الأمر وكأن الديمقراطيين قد انشقوا على أنفسهم، قبل أن يتوصل أوباما لاتفاق معها تولت بموجبه حقيبة الخارجية.


أما الثانى وهو جون كيري، فخسر معركة الرئاسة الانتخابية فى 2004 لصالح المرشح الجمهورى جورج بوش، والعجيب أن بوش "الابن" نجح فى تلك الانتخابات رغم أنه كان فى موقف ضعيف، مما دفع كثيراً من المراقبين للقول بأن "ضعف كيرى وليس قوة بوش، كانت كلمة السر فى خسارة الديمقراطيين لمقعد الرئيس".

وكما ارتبط اسم هيلارى باسم زوجها بيل كلينتون، بوصفه أحد أشهر الرؤساء فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ارتبط اسم كيرى باسم زوجته، بوصفها إحدى أشهر نساء الأعمال فى أمريكا، حيث تمتلك زوجته تيريزا هاينز ثروة تقدر بأكثر من مليار دولار، جمعت القسم الأكبر منها من حصصها فى مجموعة "هاينز" للصناعات الغذائية التى أسستها عائلة زوجها السابق.

وجاء تعيين كيرى بعد عاصفة سياسية تعرضت لها "سوزان رايس" التى كان ينظر إليها باعتبارها المرشح الأول للمنصب قادها جمهوريون انتقدوا دورها فى التفسيرات الأولية التى طرحتها إدارة أوباما بشأن الهجوم الذى استهدف البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى بنغازى بشرق ليبيا فى سبتمبر الماضى وقتل فيه السفير الامريكى وثلاثة أمريكيين آخرين.

وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحات كبيرة للحديث عن جون كيرى، فيما ركزت بعضها على البحث عن جذور جون كيرى التى ذكرت أنها يهودية نسبة لجده، مشيرة إلى أن تلك الجذور أثيرت عام 2004، عندما ترشح كيرى لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن شقيقه كامرون كيرى الذى اعتنق اليهودية، ما زال ناشطا فى الوسط اليهودى الأمريكى.

وعلى الرغم من تلك الجذور، إلا أن كيرى عرف عنه دفاعه عن جماعة "الإخوان المسلمين"، وهو ما عكسته تصريحاته فى جلسة استماع عقدت بالكونجرس الأمريكى مؤخراً، حيث قال علانية إن "الإخوان يسيرون على الطريق الصحيح، فقد أنجزوا الدستور ويعدون لانتخابات برلمانية كما أن إسرائيل قد بدأت بالفعل معالجة مشاكلها الأمنية فى سيناء".

تلك التصريحات لم تكن بمعزل عن زيارته السابقة لمقر حزب "الحرية والعدالة" فى 12 ديمسبر 2011، ولقائه رئيس الحزب آنذاك الدكتور محمد مرسى، وكانت تلك الزيارة هى الوحيدة التى قام بها كيرى، والذى كان يشغل وقتها منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، إلى أى فصيل سياسى فى مصر، مما اعتبره المراقبون بمثابة قراءة أمريكية للخريطة السياسية الجديدة فى مصر.

ولم يكن غريباً أن يقابل قيادات الإخوان تلك الزيارة الفريدة بترحاب مبالغ فيه، فسرعان ما تناسوا أحاديث الخلافات والاتهامات بالعنصرية والصهيونية، حيث سارع محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة "الإخوان المسلمين" بالتأكيد على أنهم يرحبون بالتعاون مع أمريكا وجميع دول العالم، دون أن يخلو كلامه المعسول من عبارات موازية عن ضرورة أن تقوم هذه العلاقات على عدم التدخل فى الشئون السياسية الداخلية لمصر، وكذلك عدم فرض سياسات معينة علينا، على حد قوله.

ولد جون كيرى عام 1943 فى مدينة دنفر بولاية كولورادو واسمه الكامل جون فوربس كيري، وينتمى إلى الطائفة الكاثوليكية. تزوج من تيريزا هاينز فى العام 1995 وله طفلان من زواجه السابق من جوليا ثورن والذى انتهى العام 1988. تلقى علومه فى جامعة ييل، وخدم فى البحرية الأمريكية فى الفترة ما بين 1966-1970.

ودخل كيرى المعترك السياسى فى عام 1972 بعد أن فشل فى الترشح لمجلس الكونجرس الأمريكية عن المقاطعة الخامسة بماساتشوسيتس.
الجريدة الرسمية