متى نتخلص من رجال الدين؟
أو على الأقل نتخفف من سطوتهم الفظيعة، هذا ينطبق على كل الأديان سماوية أو أرضية. فكل رجل دين لديه إيمان مطلق بأن دينه هو الصواب والباقون فى ضلال، وهذا طبيعى فكل إنسان يرى أنه هو الأفضل فى العالم، فما بالك بإنسان مدعوم بقوة السماء. ثم إن رجل الدين حتى يسوق بضاعته من الطبيعى أن يقول إنها الأفضل على الإطلاق والطبيعى أن يقاتل ويحارب للحفاظ على جمهوره، زبائنه لذلك شهد العالم على امتداد تاريخه حروباً دينية مباشرة، أى هدفها وشعاراتها دينية. وشهد تاريخ العالم أيضاً حروباً سياسية واقتصادية وغيرها مدعومة بالأديان وطبعاً برجال دين كانوا يخدمون بكفاءة السياسة.
هنا رجال الدين لا يختلفون عن رجال الأيديولوجيا، فكلاهما يرى أنه الصواب المطلق. لو كان الأمر يتعلق بأن ترى أو يرى رجل الدين أو الأيديولوجيا لنفسه، ما واجهنا مشكلة . لكن الخطورة أنه يراه لنفسه وللعالم. ويرى أن واجبه المقدس هو أن يوصلها للعالمين. وإذا لم تكن بالحسنى فبغيرها، فكل هذا جهاد فى سبيل الله سيكون السبب فى دخوله هو شخصياً الجنة.
بالطبع لا ينطبق كل ذلك على كل رجال الدين، فهناك حالات نادرة ولكنها نادرة جداً. وهذه القلة القليلة هى التى ترى أن الوصول إلى الله جل علاه له طرق كثيرة، ومن لا يختار طريقى ليس عدواً لابد من إخضاعه. وإذا لم يستحب فلابد من قتله.
هؤلاء ما أحوجنا لهم فى هذه الأيام السوداء.