رئيس التحرير
عصام كامل

ثمن المقاطعة..!!


لماذا الإصرار على إجراء الانتخابات البرلمانية فى 27 أبريل المقبل..!!؟
هل التوقيت مناسب أمام وضع سياسى مرتبك وملتبس، وشعب غاضب ومنقسم، ووسط اضطرابات وعصيان مدنى تشهده البلاد.. ذلك هو السبب فيما نراه الآن من تفشى الشعور بعدم الارتياح السائد فى أوساط الشعب، والخوف من المستقبل.

أليس التأجيل لبضعة أشهر حتى تهدأ الأمور ويستتب الأمن كان أفضل لمصلحة الشعب المصرى.. وإذا كان هناك ضرورة لإجراء الانتخابات كان يجب أن يكون معها بالتوازى الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب المصرى فى تشكيل حكومة محايدة كضمانة لنزاهة الانتخابات.. والاتفاق على التعديلات الدستورية المختلف عليها وحل مشكلة النائب العام، والتحقيق فى وقائع التعذيب وقتل المتظاهرين.
> هل تخاف جماعة الإخوان من التأجيل وهم الذين يمتلكون السلطة، ويجيدون لعبة الانتخابات والحشد من خلال تأثيرهم على الفقراء والغلابة خاصة فى الصعيد الذين يعانون المرض والجهل وكل شىء.
هل فرصتهم الآن إذا ما تخلت المعارضة عن المشاركة فى الانتخابات المقبلة لتخلى لهم الساحة تماما للحصول على أغلبية المقاعد، وبالتالى إحكام قبضتهم على السلطة التشريعية والتنفيذية.
> ورغم أن إجراء الانتخابات فى هذا المناخ المضطرب.. وفى غياب الأمن وفى وجود وضع اقتصادى متأزم لن يؤدى بالقطع إلى الهدوء بل يمكن أن يزيد من الصدام السياسى.
أليس خيار المقاطعة من المعارضة سيصب فى صالح الحزب الحاكم وحلفائه من التيارات الإسلامية الأخرى ومن الأفضل أن تناضل وتستثمر تراجع شعبية الإخوان وما عليها إلا النضال وراء كل صندوق انتخابى لمواجهة التزوير وكشف التجاوزات.
> أقول إن المقاطعة ليست فى صالح المعارضة وأمامها فرصة كبيرة لتحصد مقاعد غير مسبوقة فى البرلمان المقبل بشرط أن تنزل إلى الشارع وتلتحم أكثر مع الجماهير.
> والسؤال أخيراً.. هل تستقر الأمور وتهدأ الأوضاع فى مصر بعد انتخابات مجلس النواب، ونتفرغ جميعا إلى معركة البناء والتنمية، وإنقاذ مصر من انهيار اقتصادى وشيك.. أم سيحدث العكس وندخل فى فوضى عارمة ونفق مظلم يصعب الخروج منه.
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية
الجريدة الرسمية