رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قصر "الخديو توفيق" ممنوع الاقتراب.. من تحفة معمارية للاستجمام الملكي إلى مقلب قمامة ووكر للبلطجة.. الأهالي: القصر مسكون عفاريت والمسئولون "بيخافوا يدخلوه".. شاهد على الإهمال الذي ضرب البلاد

فيتو

مبنى أثري شاهد على عظمة وجمال التصميم المعماري في مصر الملكية، ولكنه يعاني من القمامة التي تحوطه بنيته المهدمة بفعل الإهمال، هو قصر "الخديو توفيق" الذي تم بناؤه عام 1888 على مساحة 24 فدانا من أربعة طوابق في الجهة الشمالية الغربية لمدينة حلوان، حيث كان "الخديو" يتخده مقرًا للاستجمام ولعقد اجتماعاته الحكومية المهمة، وسكنته الأميرة "عين حياة" زوجة السلطان حسين كامل أحد حكام مصر، وحسب بعض الأقاويل فإن القصر يضم غرفا بعدد أيام السنة كلها.


حلوان قديما
اشتهرت حلوان قديما بأنها مدينة الجمال لكثرة حدائقها، ووجود عيون حلوان الاستشفائية بها فكانت مقصدًا للملوك والأمراء والسلاطين ورجال الدولة على مر العصور للشفاء من الأمراض والتنزه، وعندما انتشر وباء "الطاعون" في مدينة الفسطاط، تم بناء الوحدات الصحية فيها، ومن بينها قصر "الخديوى توفيق"، الذي تحول بعد ذلك إلى مستشفى حلوان العام أو كما كانوا يطلقون قديما عليها "المستحصية".

حلوان الآن
وتحولت حلوان إلى مدينة تعكر سماءها ادخنة المصانع وتحول معها قصر الخديوى توفيق من صرح معمارى عظيم إلى وكر للصوص والبلطجية يمارسون به الأعمال المنافية للأدب، واخفاء المسروقات وبيع المخدرات، كبرهان على ما وصل إليه إهمال المسئولين وتخليهم عن مهمة الحفاظ على مقدرات الوطن التاريخية.

ممنوع الاقتراب
ليست مكتوبة على إحدى اليفاطات للمبني ولكنها، أول كلمة سوف تقال لك عند الاقتراب من ذلك المبني القديم المتهالك من أحد المارة أو من سكان المنطقة المحيطة هناك، خاصًا لو كنتِ "أنثى"، فذلك المكان ممنوع الاقتراب منه، هكذا قال عم أحمد "أحد سكان المنطقة" لـ "محررة فيتو" عندما حاولت دخول أطلال القصر، مبررًا ذلك "أن هذا المكان يسكنه اشباح ولصوص، ومينفعش تدخلى هناك لوحدك، عشان فيه بلطجية بتبقى موجدة هناك بيستخبوا في أوضة الكتير".

وأضاف عم أحمد قائلًا: "المسئولين بيخافوا يجوا هنا اصلا من إلى بيسمعوه عن المكان ومحدش مهتم".

مقلب قمامة
ومن أعلى أحد المبني التابعة لمستشفى "حلوان العام " أمام القصر تصرخ إحدى السيدات قائلة: "رايحة فين ارجعي محدش بيدخل المكان دا"، مؤكده أن القصر أصبح مقلبًا للقمامة والقذورات وحديقته اصبحت خاوية على عروشها تسكنها الثعابين.

ديوان العفاريت
ويسترعي انتباهك وأنت أمام القصر إحدى العبارات المكتوبة على واجهة القصر وهى "ديوان العفاريت" لتعبر عن حالة القصر الآن، كما رسم على جدرانة في مدخل القصر نجمة داوود، لتدل على حالة الازدراء التي وصل إليها أهل المنطقة تجاة القصر لما يتعرض له الأهالي من أخطار جراء بقاء القصر على تلك الحالة.

سؤال مطروح
ويظل دائما سؤال أوحد يطرح نفس لدى مشاهدة أوضاع كتير من المباني الأثرية التاريخية الفريدة تعبث بها يد الإهمال والفساد، وتقبع تحت رحمة اللصوص والبلطجية وهو" إلى متى سيظل المسئولون في غيبوبة عن تلك الكنوز؟".
الجريدة الرسمية