رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الفارون من الحرب على الإرهاب بشمال سيناء يستغيثون بالمسئولين.. «أبورحاب»: تركنا منازلنا بسبب التفجيرات الإرهابية.. وعلى الدولة صرف تعويضات للنازحين.. ومتطوعون يدشنون مبادرة لمساعدة

فيتو

يعيش الفارون من جحيم الإرهاب بشمال سيناء، مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالعديد من الأسر تعيش داخل عشة من الخوص والجريد والقش المجدول، وهو ما يعرضهم لحرارة الشمس في الصيف، وبرودة الصحراء في الشتاء، بخاصة بعد أن تركوا منازلهم وسكنوا بعيدًا عن الانفجارات التي تحدث بشكل شبه يومي.


لم يكن أبو رحاب "أحد قاطنى مدينة الشيخ زويد - 50 عامًا" يعتزم ترك منزله، ويذهب بعيدًا عن صوت الانفجارات والرصاص في الحى، جراء المواجهات المستمرة بين قوات الأمن والإرهابيين بنطاق مدينتى رفح والشيخ زويد.

جحيم الحرب
وقال أبو رحاب، إنه وعائلته المكونة من 7 أفراد، تركوا منزلهم، ونزحوا إلى مدينة العريش، بعد أن ضاقت عليهم سبل العيش، فى منطقة «قبر عمير»، التابعة لمدينة الشيخ زويد.

وأشار إلى أن قوات الجيش تخوض حربًا حقيقية، ضد العناصر المسلحة، بالشيخ زويد ورفح.

وأضاف: "هجرت منزلى منذ سنتين، تاركًا ورائى الذكريات والأيام الجميلة، وجئت إلى العريش، وأنا أحمل ورائى 5 أطفال، يحتاجون الرعاية والأمن والأمان، بعيدًا عن دوي الانفجارات والرصاص، واستأجرت منزلًا بـ 400 جنيه فى الشهر بحى أبو جرير بالعريش".

وطالب أبو رحاب المسئولين بأن يساعدوه في إلحاق بناته بإحدى المدارس المجاورة لمكان سكنه بالعريش.

تعويض المتضررين
وأشار أبو رحاب إلى أن الدولة تجاهلت صرف تعويضات للمتضررين من العمليات العسكرية والهاربين من جحيم الإرهاب، لأنه لم تصدر قرارات رسمية بإخلاء تلك المناطق حتى الآن، ومن نزحوا إنما نزحوا بمحض إرادتهم بحثًا عن مكان آمن، بينما هناك أهالى لا يزالون قاطنين بتلك المناطق.

ويرى أبو رحاب أن جميع البدائل لن تكفيهم لتعويض منازلهم التى هجروها فى مدينتهم، التى عاشوا فيها طيلة حياتهم وانتقالهم إلى مناطق تختلف فى عاداتها وتقاليدها عن مناطقهم.

صوت الزنانة
"بنخاف ساعة ما بنسمع صوت الزنانة"، هكذا وصفت رحاب إحساس أسرتها عند سماع صوت الطائرات دون طيار، وهى تحلق فوق منزلهم، ويبدأ الأطفال فى البكاء، ولا يتوقفون إلا بعد رحيل الطائرة واختفاء صوتها، وهو ما أجبر الأهالي على ترك المنطقة ومغادرتها فورًا مهما كلفهم الأمر.

وقالت: "كنا فى شهر رمضان وصائمين وسمعنا صوت الطائرات الحربية والطائرات ( الزنانة ) خفنا إلى درجة أننى فطرت بعد أن كنت صائمة من شدة الخوف".

"أهالينا في سيناء"
وانتشرت المبادرات الأهلية تحت رعاية شباب متطوعين من داخل محافظة شمال سيناء، ومدوا يد العون لهؤلاء النازحين، وتمكنوا من تدشين مبادرة شعبية تحمل اسم "أهالينا فى سيناء" لخدمة ومعاونة الأهالى النازحين من مناطق الحرب بمدينتى رفح والشيخ زويد.

وقالت أميرة شعيشع "إعلامية ومن أحد مؤسسي المبادرة": "إن المبادرة تتكون من مجموعة شباب متطوع يحب الخير ولا ينتمى إلى أى فصيل سياسى، ولكن هدفهم هو خدمة الأهالى الفارين والنازحين من مناطق الحرب".

وأضافت أن المبادرة توزع الإعانات العاجلة على المتضررين والنازحين من مناطق الحرب بمدينتى رفح والشيخ زويد بمشاركة عدد من القيادات التنفيذية والشعبية والحزبية بالمحافظة.

وأشارت إلى أن المبادرة زارت الأسر النازحة التى تتجمع جنوب العريش والكيلو 17 والكيلو 20 غرب العريش، بمشاركة مديريات التموين، والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى وأعضاء جمعية حدوتة للتنمية ومجموعة من الشباب السيناوى، وتم توزيع البطاطين وكل اﻻحتياجات على الأهالى.
الجريدة الرسمية