غضب بين عمال «الحديد والصلب» بعد تصريحات «سالمان» حول عدم أحقيتهم في الأرباح.. «نجيدة»: خسائر الشركة تتجاوز المليار جنيه خلال عام.. وعمارة إبراهيم: العمال بحاجة لمساندة ا
أثارت تصريحات أشرف سالمان، وزير الاستثمار، حول متوسط دخل العامل بشركة الحديد والصلب، إحدى الشركات التابعة للقابضة المعدنية، والتي أكد فيها أنها تصل نحو 79 ألف جنيه في السنة، غضب العمال بالشركة.
«إلغاء المكافآت ممنوع»
وأكد المهندس محمد سعد نجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب، أن أي إلغاء للمكافآت الخاصة بالعمال لن يتم إلا من خلال التفاوض مع النقابات العمالية والشركة القابضة المعدنية ووزارة الاستثمار، لافتا إلى أن القرار النهائي سيكون بالاتفاق الجماعي وبما يصب في مصلحة الدولة والعاملين بالشركة.
وكشف أن الخسائر بالشركة تتزايد عامًا بعد الآخر، حتى بلغت المليار والـ250 مليون جنيه، وهو أمر طبيعي نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، والإهمال لأكثر من 30 عامًا،، مطالبا بضرورة تطوير الشركة التي ما زالت تستخدم التكنولوجيا والمعدات القديمة.
وتابع رئيس شركة الحديد والصلب، أن هناك دراسة لشركة «تاتا ستيل» الإنجليزية، والتي تتضمن إمكانية توفير التمويل اللازم وزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة وتقليل التكاليف وزيادة المنافسة لمنتجات شركة الحديد والصلب بالأسواق الداخلية والخارجية.
«متوسط الأجور»
وفي سياق متصل، أكد عمارة إبراهيم، الأمين العام للجنة النقابية بشركة الحديد والصلب، أن متوسط أجر العامل بالشركة يبلغ 50 ألف جنيه سنويا، وليس 80 ألف جنيه، لافتا إلى أن الشركة هي التي تتحمل أجور عامليها وليس الدولة، وبالتالي فإن الشركة ترفع عن كاهل خزينة الدولة أكثر من 850 مليون جنيه أجورا سنوية، لـ11 ألف عامل، وذلك من خلال تشغيل الفرن الوحيد الذي يعمل بالشركة، وهو الفرن رقم 3، كما تتحمل أكثر من 60 مليون جنيه تأمينات تذهب لوزارة التضامن، مشيرا إلى أن شركة الحديد والصلب توفر لخزينة الدولة ما يقرب من 300 مليون جنيه سنويا كضرائب مبيعات.
ولفت عمارة إلى أن صناعة الحديد والصلب ذات طبيعة عمل خاصة إذ يتعرض العامل لمخاطر عدة كالتعرض للإشعاع وبعض المواد الخطيرة التي تؤثر على صحة العامل، مؤكدا ارتفاع متوسط حالات الإصابات الجسيمة والوفاة في هذا القطاع، وعلي الرغم من ذلك يبلغ متوسط الحافز للعامل بالشركة 170%، بينما يصل في الصناعات الأخرى التي لا تمثل خطورة 350%.
وأضاف أن الهدف الإستراتيجي للشركة ليس اقتصاديا كما يعتقد البعض وإنما تحقيق نهضة صناعية من خلال استغلال الموارد المصرية الخام، بالإضافة لتدريب العمالة المصرية الماهرة على أعمال الصناعة لتغذية السوق المصري والعربي، لافتا إلى أن العمال يدفعون 30% من مرتباتهم للضرائب والتأمينات وأجهزة الوقاية داخل المصنع.
وأشار إلى أن الشركة تعمل بتكنولوجيا لا تتوافق مع التكنولوجيا الحديثة، إذ أن الوحدات الإنتاجية التي تعمل بها الشركة انتهى عمرها الافتراضي منذ أكثر من 40 عاما، لافتا إلى إن 80% من المهندسين ممن تم تعيينهم في الفترة من 2005 إلى 2011، والذين بلغ عددهم 3.5 آلاف عامل، تقدموا باستقالتهم وتوجهوا للعمل بشركات أخرى بسبب ضعف الأجور.
وأضاف الأمين العام للجنة النقابية بشركة الحديد والصلب، أن شركة الحديد والصلب بإمكانها الوصول بإنتاجها إلى 800 ألف طن سنويا مقارنة بـ300 ألف طن الآن، شريطة توفير خام الفحم اللازم وفتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الشركة.
«تصريحات غير دقيقة»
من ناحيته، قال مصطفى نايض، عضو اللجنة النقابية بشركة "الحديد والصلب"، إن تصريحات وزير الاستثمار حول متوسط الأجر البالغ 8 آلاف جنيه للعامل بالشركة "غير دقيقة"، موضحا أن هناك ثلاث شرائح للأجور داخل الشركة الأولى تتراوح ما بين الـ 1000 جنيه و1400 جنيه، والثانية تتراوح ما بين الــ 3000 جنيه و4000 جنيه، أما الشريحة الثالثة والخاصة بالإدارة الوسطي وهي الأعلي فتتراوح ما بين الـــ 4000 جنيه والـــ 5 آلاف جنيه.
وأشار إلى أن المبلغ الذي تحدث عنه وزير الاستثمار يتضمن المستلزمات الخاصة بالشركة كمعدات الوقاية، ومستلزمات الإنتاج.
وتابع "نايض" أنه من الظلم الشديد محاسبة العامل على خسائر الشركة التي ليس له أي يد بها، إذ أنها متعلقة بتخفيض الطاقة الإنتاجية وعدم توريد الخامات الخاصة بالإنتاج، وعلي رأسها خام الفحم، حتى تتمكن من تشغيل الأفران ومن ثم تشغيل 80% من القدرة الإنتاجية، مطالبا الحكومة الحالية بدراسة الأسباب الحقيقية التي أدت لتراجع أرباح الشركة، خاصة أن إنتاج الشركة حتى عام 2010 كان يتجاوز الـ950 ألف طن سنويا، إذ حققت الشركة في عام مثل 2007-2008 أرباحا تجاوزت الـ 300 مليون جنيه.
وأوضح أن إصدار الشركة القابضة قرارا بتخفيض الإنتاج 50%، زاد من حجم الخسائر، خاصة وأن استهلاك الخامات لا يتأثر بتخفيض الإنتاج، وزاد الأمر سوءا ارتفاع أسعار الطاقة، مستطردا أن العرف الجاري هو أن العمال من حقهم في حالة عدم تحقيق الأرباح لظروف خارجة عن إرادتهم، الحصول على مكافأة الحافز الجماعي الذين حصلوا عليه العام الماضي، وهو ما حدث في السنوات الماضية.
وقال خالد الفقي، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية، إن متوسط أجر العامل بشركة الحديد والصلب، يتراوح ما بين الــ3-4 آلاف جنيه، مشيرا إلى أن المبلغ الذي تحدث عنه وزير الاستثمار يتضمن كل ما يحصل عليه العامل من مكافآت سنوية وتأمينات وتأمين صحي ووجبات غذائية.. إلخ.
ولفت الفقي إلى أن هناك عمالا يحصلون على مرتبات أقل من 4 آلاف جنيها في الشهر، على الرغم من عملهم تحت ظروف صعبة، مطالبا بتخفيض المبالغ التي حصل عليها العمال في شكل مكافآت سنوية خلال الـ15 عاما الماضية بشكل تدريجي نظرا للبعد الاجتماعي في هذا الأمر.