متى يتكلم «هيكل» عن قطر ؟!
في لقاءات المذيعة لميس الحديدي مع الأستاذ هيكل المتكررة على قناة سي بي سي.. لا أعرف ما إذا كانت الأسئلة مقررة ومعدة مسبقا.. أم أنها تترك مفتوحة! لم تسأل المذيعة لميس في أي لقاء السؤال المهم الذي ينتظره الجميع وهو رأي الأستاذ هيكل في قناة الجزيرة التي تبث سمومها وأكاذيبها ضد مصر؟! ولماذا تعادي قطر مصر وتدعم جماعة الإخوان الإرهابية..وتمول الإرهاب ضد مصر؟!
لقد انتقد هيكل مبارك ونظامه بشدة.. وهذا حقه..ولكن ما ليس من حقه أن ينتقد حكم المحكمة والقاضي الذي نطق بالحكم بهذه الصورة التي سمعناها.. فهذا تدخل في صميم عمل القاضي والقضاء. وأطالب هيكل بقراءة دقيقة لحيثيات حكم براءة مبارة وأركان نظامه ولسوف يكتشف أن الحكم لم يترك صغيرة أو كبيره إلا وتناولها.. بل حاكمها سواءً أكان ذلك جنائيا أم سياسيا..
لقد طالب هيكل بمحاكمة نظام مبارك سياسيا ونحن لا نعارضه ولكن لماذا تجاهل ذلك بالنسبة للإخوان ولم يطلب محاكمتهم سياسيا.. والأهم محاكمة الذين تسببوا في نكسة «هزيمة» يونيو ١٩٦٧.. دافع هيكل عن رشيد محمد رشيد الوزير الأسبق في نظام مبارك وقال عنه إنه كان «كبش فداء» لتغطية كل شيء في المحاكم..ونسي أنه هو الذي هرب وفر إلى الخارج ! لاحظ هنا أن رشيد يتنقل بين قطر وتركيا ومن أكبر المساندين للنظامين ومحكوم عليه في قضايا بالسجن.. ومتهم في قضايا أخرى !!
هيكل - كعادته - لم يقدم جديدا.. ولم يتحدث - كعادته - عن الدول التي تعادي مصر وتدبر لها المؤامرات.. والمكايد. تطرق - كعادته - للماضي وشرحه ولكن فقط فيما يخص الفساد في عصر مبارك. من حق هيكل أن يقول رأيه كيفما يشاء ومن حقنا أيضا أن نوافق على ما يقوله أو نعترض عليه..
وإن كنا نتمنى أن يقدم في حواراته الممتدة حلولا لمشاكل مصر.. وأن يقدم رؤية للمستقبل أفضل من الحديث دائما عن الماضي الذي يزيد من الفرقة والانقسام بين الشعب الواحد.. في وقت يدعو فيه رئيس الجمهورية إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب ولبناء مصر الجديدة.
ولنترك للقضاء والتاريخ محاكمة الذين أخطئوا وأفسدوا سواءً ممن كانوا في الحكم أو المعارضة منذ عهد عبد الناصر.. حتى عهد مبارك يا أستاذ هيكل.. كفى أحاديث الإحباط.. ومتى تتكلم عن قطر.. وقناة الجزيرة؟!
