صحافة «مرتشية» !
إنه اتهام واضح بأن الصحافة العالمية صحافة مرتشية! وصاحب الاتهام شخصية مهمة لها وزنها الدولي والعالمي.. ولذلك يتعين ألا يمر هذا الاتهام مرور الكرام كما يقال.
عندما يوجه هذا الاتهام د. بطرس غالي السياسي المخضرم وعميد الدبلوماسية المصرية وأمين عام الأمم المتحدة فإننا يتعين أن نتوقف أمامه لكي نبدد الأوهام التي عشنا فيها برهة من الزمن ونتخلص من تلك الأكاذيب التي روجها الغرب لدينا حول الصحافة الموضوعية والمحايدة، بل والمستقلة التي ينعم بها والتي كان يطالبنا أن تحذو حذوًا صحفيًا.
لقد كنت ومازلت أقول وأردد دوما منذ أن ظهرت الصحافة الخاصة في بلادنا، لا تصدقوا بدعة الصحافة المستقلة أو الإعلام المستقل فكل صحافة وكل إعلام لابد وأن يعبر في نهاية المطاف عن أصحابه وملاكه أو على الأقل لا يتصادم مع مصالحهم، سواءً أكان الملاك أشخاصا أو شركات أو حكومات، وإن كان ذلك لا يلغي بعض الاستقلال النسبي فقط لإدارة هذا الإعلام أو هذه الصحافة.
ولكن ها هو د. بطرس غالي يضيف للصحافة العالمية صيفة جديدة وهي الرشوة.. أي أنه يمكن توجيه هذه الصحافة بالأموال التي يمكن دفعها لها.. أي أننا تجاوزنا عدم الاستقلام بمسافة بعيدة، لنصل إلى حد شراء هذه الصحافة.. فأى صحافة إذن يريدون لصحافتنا أن تحذو حذوها وتقلدها..ارحموا أيها السادة من عقد النقص التي نعانى منها تجاه الغرب.
