رئيس التحرير
عصام كامل

إغلاق السفارات..لا يمثل تنبؤات للأحداث


أثار قرار بعض السفارات الأجنبية بغلق سفاراتها في مصر الشك لدى العامة وهو ما يدفعنا للبحث في ماهية الأسباب.. هذا جدير بالتفكير فيه:

هل براءة الرئيس السابق مبارك هو ما يدعو لعدم الاطمئنان ؟
الوضع في مصر بعد الحكم على الرئيس السابق مستقر لأن الغالبية عرفت المخططات الخارجية للسيطرة على المنطقة العربية بتصدير الإرهاب إليها القادر على تدمير ما لم تدمره الحروب ومجانا دون أي إنفاق عليه. حيث يتداول بين صفوف الأعداء مفهوم أن مصر هي الجائزة الكبرى وهي الأساس لوجود العالم العربي دون تقسيم.

والمنطقي أن أي من يرفض أحكام القضاء عليه أن يتقدم بذلك إلى جهة الاختصاص بالأدلة وإذا كانت العدالة سيقدر لها أن تستجيب للتجمهرات سادت عدالة الحشد.. فالقادر على الحشد هو القادر على انتزاع الحكم وسيصبح محيط المحاكم ساحات حروب ثأرية عارمة ولن يكون هناك قضاء يعرف معنى للحق وسط الفوضى وما كان هذا طبعا عدل الله في الأرض.

هل الحكم على الإرهابي حبارة سيتبعه أعمال عنف ؟
المجتمعات في نظر الإرهابيين هزيلة قابلة للانقسام ما بين طوائف وعليهم أن يخترقوا الصفوف مستهدفين الفزع الملهم للفوضى وهو سبيل السيطرة ولأنهم لا يبكون على مستقبل وليس لديهم ما يبكون عليه فهم يعتنقون مبدأ خسارة – خسارة.

و لا شك الأعمال الإرهابية تنال من استقرارنا إلا أن وجود بعض خلايا سرطانية مرهون بالوعى المجتمعي وأن تماسك المجتمع كفيل بالقضاء عليها تماما مع رجال الجيش والشرطة الأوفياء وفى النهاية لا توجد دولة خالية من الإرهاب حتى كبرى الدول المحصنة بالعتاد.

من وجهة نظري الشخصية لتقدير الموضوع أن ما حدث هو مخاوف أمنية من شهر يناير ولأنهم يريدون أن تتحول المناطق المحيطة بهم إلى ثكنات عسكرية وتنعزل المنطقة وصعوبة تنفيذ ذلك هو ما دفعهم إلى هذا القرار على أن يتم الرجوع عنه في شهر فبراير.

فالدولة ملتزمة بمواد باتفاقية (فيينا) للعلاقات القنصلية عام 1963 في المادة الخامسة بأن الدولة كفيلة بحماية مصالح الدولة الموفدة ورعاياها في حدود ما يقضي به القانون الدولي وطالما لم يحدث ما يهدد مقر البعثة أو أحد أفرادها فلا مجال للرهبة لأن التأمين الملائم موجود ولم يقضِ القانون الدولي أبدا أن تتحول المقرات إلى ثكنات عسكرية.

هل إغلاق أبواب السفارات يمثل معلومات استخباراتية أجنبية لوضع يدعو للقلق ؟
لم تصدر عن أي سفارة قرار بمغادرة رعاياها للبلاد أو تحذير من السفر لمصر ولكن بالطبع وبكل حيادية لهم الحق في توخى الحذر من التنقل إلى شمال سيناء لما فيها من أحداث.
هذا ما يدعونا للاطمئنان.
الجريدة الرسمية