رئيس التحرير
عصام كامل

غموض أزمة السفارات !


لأنه لم يخرج مسئول بريطانى أو كندى أو أسترالى وأيضا مصرى يقدم لنا إجابة واضحة مقنعة على السؤال المثار حاليا، وهو لماذا أغلقت سفارات هذه الدول الثلاث أبوابها في القاهرة، فقد اجتهد الصحفيون والإعلاميون ومن استضافوهم في تقديم تفسير لهذا الإجراء البريطانى، والكندى، والأسترالى المفاجئ.


البعض استنتج أن ثمة تهديدات رصدتها هذه السفارات أو تهديدات تتحسب لها في ظل تقرير متوقع من الكونجرس الأمريكى حول استجواب وتعذيب بعض الإرهابيين في سفارات دول غربية في منطقتنا.

والبعض الآخر رأى أن هذه السفارات لا تقتنع بالإجراءات الأمنية المصرية وتراها غير كافية ولذلك هي تضغط من أجل زيادة هذه الإجراءات وغلق الطرق المؤدية إلى مقار سفاراتها على غرار ما هو حادث مع السفارة الأمريكية.

وهناك أيضا من رأوا في إغلاق سفارات ثلاث دول غربية حتى الآن نوعًا من الضغط السياسي على مصر في هذا التوقيت الذي تحاول فيه السياسة الخارجية المصرية أن تستعيد التوازن في العلاقات المصرية مع كل دول العالم وذلك بتقوية علاقتنا مع الصين وروسيا.

وإذا كانت سفارات بريطانيا وكندا وأستراليا أحجمت عن تقديم تفسير لقرار غلق أبوابها فكان يتعين على الحكومة المصرية (متمثلة في وزارتى الداخلية والخارجية) أن تقدم لنا هذا التفسير..فهذا هو واجبها تجاه مواطنيها، خاصة وأن الكلام العام والدبلوماسى لنفس مسئولى الداخلية والخارجية لا يشبع جوع الرأى العام المصرى للمعرفة ولا يكفى لإنهاء حالة البلبلة..الحقيقة يا سادة أقصر الطرق لقلب المواطن. 
الجريدة الرسمية