رئيس التحرير
عصام كامل

المتلونون.. كفاية ولموا أنفسكم!


للأسف وقع بعض إعلامنا في فخ الإخوان، وجاءت تغطية محاكمة القرن "مسخرة" - بحسب وصف الزميل مجدي الجلاد - رئيس تحرير الوطن، وهو وصف أراه دقيقًا، إذ قدم أصحابه خدمات مجانية عظيمة لأعداء الوطن والإرهابيين والدول المتربصة بمصر.. وعادت من جديد وجوه كالحة حاولت إشعال المشهد بالمزايدة على دماء الشهداء.


تساءل الجلاد - ونحن معه - أليس ما فعله بعض إعلامنا في تناوله محاكمة القرن وردود الأفعال تجاهها أسوأ بكثير مما حدث على شاشة الجزيرة القطرية، الأمر الذي حدا بالجلاد إلى القول "إن لدينا إعلاميين، لو حكمنا شيمون بيريز أو شارون لمشوا معه"، وخاطب هؤلاء المتلونين الذين يخاصمون أولويات هذا الوطن بقوله: "خلوا عندكم دم ولموا أنفسكم"، حيث إن الهدوء مطلوب في معالجة قضايا الوطن، لأن مصر كيان كبير، ولا ينبغي استغلال الفضائيات باستقطاب المشاهدين وإحداث انقسام جديد في المجتمع، مطالبًا هؤلاء بمراجعة مواقفهم، وذكرهم بما كانوا يقولون قبل الثورة ومع من كانوا يعملون، وماذا كانوا يكتبون.. وهي مجرد تذكرة حتى لا ينسوا أنفسهم..

لم يكن الإخوان وحدهم من حاولوا استغلال الحكم لشق الصف وصرف أنظار الناس عما يفعلون من إرهاب واستهداف للدولة والمدنيين ومحاولة استنزاف مستمر للاقتصاد وتهييج للمشاعر، وخصوصًا ذوي الشهداء والمصابين.. بل ركب موجة الحكم أيضًا تجار الثورة "القبيضة" وبعض الأدعياء من حقوقيين وسياسيين أرادوا الكيد للنظام الحالي وتحميله مسئولية ما يجرى.. ولا أدري ما علاقته بذلك رغم يقينهم أنه لا تدخل في أحكام القضاء.. وأن الديمقراطية التي يتشدقون بها توجب الفصل التام بين السلطات وعدم التأثير في أحكام القضاء أو سير العدالة.. لكن هؤلاء الذين فقدوا أنصارهم في الشارع يحاولون بهذه الأفعال العودة للأضواء بعد أن لفظهم حتى مؤيديهم، لكنهم يصرون على ممارسة أنانيتهم السياسية التي كانت يومًا سببًا في تمزيق البلاد وتمكين الإخوان من حكمها.

أرجوكم: ارحموا الوطن يرحمكم الله.
الجريدة الرسمية