رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا تعيد إحياء "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" بإنشاء قاعدة عسكرية في البحرين.. التليجراف: تغير في التكتيكات العسكرية وهيكلة لانتشار القوات..السياسيون مترددون..تسعى للعب دور أمني في الشرق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قررت المملكة المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية في البحرين، بما يحيي الوجود العسكري القديم للإمبراطورية البريطانية والتي سميت "المملكة التي لا تغيب عنها الشمس"، وهو ما يشير إلى تغير في تكتيكاتها العسكرية لمزيد من المرونة في الحرب.


إحياء الوجود العسكري البريطاني
قالت صحيفة التليجراف البريطانية ضمن تقريرها عن القرار العسكري الجديد للمملكة المتحدة أنه يعد إحياء للوجود البريطاني، وخاصة أن لندن أغلقت الحاميات العسكرية في شرق السويس منذ عام 1968 أي منذ ما يزيد على 4 عقود.

التراجع عن دعم "صدام"
وأوضحت الصحيفة أنه طوال الثمانينيات دعمت بريطانيا الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومنعت الإطاحة به من قبل قوات آية الله الخميني، إلا أنه عندما أخطأ في تقديراته  ودخل بقواته للكويت في عام 1990 أرسلت بريطانيا "جرذان الصحراء" الأسطوري لتحريرها، بالإضافة إلى الطلعات الجوية المتواصلة على العراق لفرض حظر طيران في خطوة لحماية الأكراد والشيعة.

إسقاط صدام
ولفتت الصحيفة إلى  نشر بريطانيا كاسحات تابعة لسلاح البحرية الملكية حفاظًا على حرية المرور عبر مضيق هرمز، والذي يعتبر الممر المائي الذي يوصل إلى الخليح ومستودعات النفط، ومؤخرا ساندت الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط نظام صدام حسين في العراق بعد تجاهله شروط وقف إطلاق النار الذي أنهي حرب الخليج مما ساهم في عودة الوجود البريطاني في منطقة الشرق الأوسط، لنصل أخيرا إلى الحملة ضد إرهابي "داعش".

دور أمني في الشرق الأوسط
وأضافت الصحيفة أن قرار إنشاء قاعدة عسكرية في البحرين اتخذ من قبل فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني إلى جانب حلفاء أوروبيين آخرين مثل فرنسا، وأعلن عن استعداد بريطانيا للقيام بدور أمني أكبر في الشرق الأوسط، وتمكن القاعدة الجديدة السفن الحربية البريطانية من نشر 45 مدمرة، وحاملة طائرات الملكة اليزابيث لفترة طويلة في المنطقة.

هيكلة الانتشار العسكري البريطاني
وتري الصحيفة إن ذلك ليس سوي جزء من إعادة التفكير لجعل البصمة البريطانية العالمية تتواجد بشكل أوسع، بعد خوضها حربا طويلة في أفغانستان، مما دفع القادة العسكريين لإعادة هيكلة الانتشار العسكري بشكل أفضل لمواجهة التحديات في المستقبل.

تردد في الأوساط السياسية

ومع تردد السياسيين من نشر قوات برية في الصراعات الخارجية، يأتي القرار الأخير ضمن حرص المملكة على إنشاء شبكة من قواعد التدريب العسكرية في جميع أنحاء العالم بتفهم ضباطها عن قرب بؤر التوترات المحتملة للصراع وأفضل طريقة لتجنبه بدلا من التورط في حروب طويلة ومكلفة دون وجود فهم صحيح للعوامل المحلية والعواقب المحتملة من التورط.

مهمات تدريب في مصر ونيجيريا
ويرغب القادة العسكريون بوجود مهمات تدريبية دائمة في بلدان مثل مصر ونيجيريا والتي من شانها أن تسمح للبريطانيين اكتساب معرفة تفصيلية للمنطقة في الوقت الذي تساعد أيضا القوات المحلية لتحسين قدراتهم القتالية في الحرب، مع الرغبة لتعزيز القواعد البريطانية في الخارج المتواجدة في بروناي مع تزايد التوترات في المحيط الهادئ للاستعداد لمواجهة أي تهديدات مستقبلية يمكن أن تهدد المصالح البريطانية.
الجريدة الرسمية