رئيس التحرير
عصام كامل

تخزين الأموال في المنازل


بعد الثورة شعر الناس بالخوف على أموالهم، منها ما هو تعلق بإغلاق البنوك فترة طويلة مما جعل الناس يستدينون من معارفهم وأصدقائهم، ومنها ما شاب البلاد من خوف خلال فترة حكم الرئيس السابق وما صاحبه من اللاأمل في غد، ما جعل الناس يقومون بسحب أموال كثيرة من البنوك والبقاء عليها في منازلهم وشركاتهم.


ولا شك أن شراء شهادات قناة السويس كان أكبر دليل على ذلك؛ حيث ساهمت المدخرات الواردة من خارج الجهاز المصرفي للشراء كانت 27 مليار جنيه، وهو ما يمثل ادخارا غير مستغل وغير مستثمر، وبالتالي هناك فرص كبيرة كان يمكن تحقيقها من وجود هذه الأموال داخل القطاع المصرفي، علاوة على المبالغ التي يحتفظ بها المواطنون أيضا للطوارئ في المنازل، وإذا عرفنا أن لدينا 20 مليون أسرة تقريبا وكل أسرة تحتفظ على الأقل بمبلغ 2000 جنيه للطوارئ، علاوة على مبالغ أخرى بغرض الشعور بالأمان خوفا من الأزمات، علاوة على سحب كل المرتب الشهري دفعة واحدة دون بقائه حتى لأيام خوفا أيضا من حدوث أعطال بماكينات الصراف الآلي أو لعدم تواجد ماكينات قريبة من العملاء، ولأنه لا يمكن توقع كل ذلك سنتجاهل حسابه وإنما سنقوم بحساب الحد الأدنى وهو فقط 2000 جنيه للأسرة على المتوسط، نجد أن هناك 40 مليار جنيه مصري مخزونة لا يتم استغلالها ولا استثمارها.

إذًا ما الحل؟
الحل أن تقوم البنوك بزيادة عدد ماكينات السحب ليس في المناطق التجارية وإنما في المناطق السكنية أولا، وفتح الحد الأعلى من السحب على الصراف الآلي ليوفي بمتطلبات الأزمات للأسر، علاوة على الانتشار لماكينات السحب وإلزام كل مودع بأن يكون له كارت صراف آلي وحل مشكلات انقطاع الاتصال بين البنوك التي تتسبب في خصم المبالغ على أرصدة العملاء دون إعطائهم المبالغ المسحوبة التي يتطلب من المواطن زيارة البنك وتقديم الطلب والانتظار شهرا على الأكثر حتى يتم الإضافة مرة أخرى للحساب، وهو ما يخيف الكثيرين من استخدام الكروت.

المطلوب أن تتم محاسبة المواطنين لدخولهم على كشوف حساباتهم ومواردهم واستخداماتهم حتى يمكن محاربة الاقتصاد الموازي المضاد الذي يمثل 40% من الاقتصاد الكلي.

ومطلوب أن تقل النسبة التي تحصلها البنوك من المتاجر نظير استخدام ماكينات السحب لديها حتى تشجع التاجر على استخدامها دون أن يفضل استلام المبالغ نقدا أو التحجج بتعطيل الماكينة، ويوفر ما يستقطعه البنك من نسبة عمولة على المبالغ المسحوبة.

إننا أمام أمور مهمة لابد أن يتم العمل بها حتى ندفع باقتصادنا لينهض ليتم استثمار ما يتم تخزينه مع الناس بما يرفع في النهاية للمصريين مستوى معيشتهم.
الجريدة الرسمية