رئيس التحرير
عصام كامل

فنانون قتلهم الإهمال.. "أبو ضحكة جنان" طاردته الضرائب فاضطر لحل فرقته.. حجز جثة "الهنيدي" بالمستشفى لعدم تسديد نفقات العلاج.. "زينات صدقي" رفضت معونة الدولة.."شلبي" باع عفش منزله.. "مكيوي" تسول ليعيش

فيتو

أشخاص أضحكونا فأبكيناهم، أبدعوا فأهملناهم، أثرت أعمالهم عقولنا وقلوبنا فأفقرناهم، تركناهم للوحدة والفقر فقضى عليهم، إنهم فنانون وضعوا في دائرة النسيان فقتلهم الإهمال.


أبو ضحكة جنان

على الرغم من حجم النجاح الذي حققه، الفنان الكوميدي، إسماعيل ياسين، في بداية مشواره الفنى، إلا أنه تعثر الحال به في السنوات الأخيرة من عمره، فقد انحسرت أضواء الشهرة عنه، وتعثرت أحواله المالية، وبخاصة بعدما تراكمت الضرائب عليه وأصبح مطاردًا فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966، ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة، وعاد مرة أخرى كمطرب للمنولوج كما بدأ، ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا، وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه.

عبد الفتاح القصري

أما صديقه عبد الفتاح القصري، الذي مثل علامة من علامات الكوميديا في مصر والوطن العربي، فكانت نهايته مأساوية؛ حيث عاش القصرى أيامه الأخيرة بين الظلام والفقر والقهر والأحزان، ففى أحد العروض المسرحية أثناء القيام بدوره أمام الفنان إسماعيل ياسن أُصيب القصرى بالعمى المفاجئ وصرخ أمام الجمهور بأنه لا يستطيع الرؤية، وأعتقد الجمهور أن هذا المشهد ضمن أحداث المسرحية، وكلما يزداد صراخه كانت تتعالى ضحكات الجمهور، إلى أن أدرك صديقه ياسين حقيقة ما حدث لصديق عمره.

وازداد الأمر سوءًا بعدما طلبت زوجته الشابة التي أحبها حبا شديدًا، الطلاق منه، وبعد أن كتب كل ما يمتلكه باسمها رغبة منه في الإنجاب منها، وأدت صدمته في زوجته وعدم وقوفها بجانبه إلى تدهور حالته النفسية، خاصة بعد أن تزوجت من صبى كان القصرى يعتبره في منزله ابنه الذي لم ينجبه.

ومع نكبة العمى أُصيب القصرى بتصلُّب في الشرايين أثَّر على المخ مما أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان المستمر، وتوالت المصائب عليه بعد أن قررت الحكومة إزالة منزله، فاضطر إلى العيش في حجرة صغيرة بمنطقة الشرابية مع أخته التي كانت تبيع الشاى وتقدم خدماتها لجيرانها للصرف على البيت.

عبد السلام النابلسي

أما الفنان عبد السلام النابلسي، الذي تربع بين نجوم السينما المصرية على عرش الكوميديا التي أبهرت العرب جميعًا، فقد حمله الفقر على ترك مصر التي كان يعشقها ولا يتمنى أن يتركها أبدا؛ فقد تدهُّور وضعه المالى بعد تراكم الضرائب عليه مما دفعه إلى السفر إلى لبنان، وظلت القضية معلقة حتى بعد وفاته.

فريد الأطرش

ومن بين هؤلاء النجوم الذين حاصرهم الفقر، فريد الأطرش، الذي كان يسكن في أيامه الأخيرة في بيت مستأجر ورصيده في البنك لم يتعد الجنيهات القليلة.

حسن فايق

أما فنان الكوميديا، حسن فايق، فأصيب في نهاية عمره بالشلل، واستمر دون رعاية أو اهتمام من الدولة حتى وفاته، ولم يحاول أحد أن يتذكره أو يمد له يد المساعدة، حتى إنه لم يكن يحصل على أي راتب أو معاش من النقابة يساعده على العيش في ظل ظروفه الخاصة التي أجبرته على الإقامة في منزله، حتى قامت الدولة بتخصيص معاش استثنائي وفاته المنية قبل أن ينفق منه.

أمين الهنيدي

وكان الأمر أكثر قسوة بالنسبة لأمين الهنيدي، الذي وفاته المنية أثناء احتجازه في أحد المستشفيات، ولم يستطع أهله إخراج جثته لعدم قدرة ذويه على دفع مصاريف علاجه البالغة 2000 جنيه فقط.

عماد حمدي

أما عماد حمدى فعانى كثيرًا؛ حيث مات فقيرًا وكان يعمل في آخر أيامه ممثلًا باليومية، وبعد الغنى والثراء الذي عاش فيه لم يتجاوز رصيده في البنك 20 جنيهًا فقط.

استيفان روستي

واستيفان روستي، الذي اشتهر بأدوار الشر الممزوجة بالكوميديا؛ فقد مات ولم يكن في جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى عشرة جنيهات فقط.

زينات صدقي

وعاشت زينات صدقى سنواتها الأخيرة في حزن شديد، حيث وقعت ضحية المرض والفقر لتعيش سنواتها، حتى إنها قررت بيع أثاث منزلها لتوفير نفقات الطعام والعلاج، وعاشت زينات سنواتها الأخيرة بائسة.

وعلي الرغم من فقرها الشديد رفضت طلب المعونة من أي شخص، وروت ابنة شقيقتها أنها رفضت تقديم طلب للرئيس السادات لعلاجها على نفقة الدولة، فقد فضلت ألا تُثقل على الدولة وأن تموت في صمت.

يونس شلبي

أما الفنان، يونس شلبي، فقد وقع أسيرًا للكآبة التي نخرت في نفسه وأقعدته كسيح الجسد والروح، ومن المعروف أنه باع أثاث بيته لكي يغطي نفقاته يعيش بكرامته.

المخرج حسن الإمام

والمصير نفسه واجهه المخرج حسن الإمام الذي باع أثاث منزله، واضطر في نهاية المطاف إلى بيع ساعة يده لكي يشتري بها لقمة تسد رمقه.

عبد العزيز مكيوي

ومؤخرًا، تحدث الجميع عن الفنان عبد العزيز مكيوي، الذي وصل به الحال إلى التسول في الطرقات، وهو الفنان الذي شارك الفنانة الراحلة سعاد حسني في فيلم "القاهرة 30".
الجريدة الرسمية