رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان والعلويون فى الجيش


فى البداية أحب أن أوضح نبذة تاريخية عن الجيش السورى، فعندما تطلبت المواجهة بين بشار والشعب أخذ الجيش السورى فى الضرب بلا هوادة أو رحمة، إليكم جزء من تاريخ العلويين فى سوريا لعلنا نتعظ ونتعلم من التاريخ ودراسة الحركات المنظمة والجماعات.

فنجد أن العلويين مثل كل الأقليات عانوا عبر تاريخهم الطويل الاضطهاد من الحكام، ما دفعهم إلى الانغلاق داخل مجتمعهم والهروب للعيش فى أماكن عدة ويعيش القسم الأكبر من العلويين اليوم فى تركيا وسوريا، كما يتوزعون فى العراق وفلسطين، بالإضافة إلى وجودهم فى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربى، وتغلغل العلويون فى الجيش السورى ليصبحوا أداة قمع، حيث ابتعد أبناء الطائفة السنية من الجيش لثلاثة أسباب:
(1) النخبة السنية كرهت الحياة العسكرية
(2) محاولة السياسيين تقليص دور الجيش فى الحياة السياسية
(3) عدم قدرتهم على دفع البدلية للإعفاء.
ومن هذا المنطلق رأى العلويون فى الجيش فرصة للارتقاء الاجتماعى وللخروج من حياة الهروب والتخفى والاستمتاع بما يقدمه الجيش من حياة لائقة بالمقارنة مع ظروف حياتهم الصعبة.
 فى سنة 1949 شكل العلويون أكثرية الجنود فى الجيش وثلثى الضباط، وكان القادة العسكريون من السنة يعتقدون أنهم بهذه الرتب العالية يستطيعون السيطرة عليه، لكن الصراع على السلطة ما بينهم أدت إلى إلغاء بعضهم البعض وساهمت بصورة كبيرة فى تعزيز مواقع العلويين الذين بقوا موحدين داخل الجيش.
أدت الانقلابات العسكرية والصراعات بين السنة فى الجيش إلى أن اعتمدوا على ولاء وانتماء الضباط من الأقليات داخل الجيش، ما عزز مرة أخرى من موقف الضباط العلويين فضلاً عن أن السنة أصبحوا يدخلون الجيش كأفراد، أما العلويون يدخلونه كجماعات.
وبنظرة سريعة على الجيش المصرى نجد أنه ليس إخوانيا ولن يكون كما العلوية لأنه وطنى من طراز فريد لا يسمح بداخله للطائفية أو العنصرية ولن يسمح.
قبل ثورة يوليو كانوا يحاولون إلقاء صبغة الطبقية عليه وكانت هناك محاولات مستميتة حتى لا يوصم بذلك، ومن انقلب على الملكية كانوا مجموعة من الضباط من طين وماء نيل هذا الوطن وأب وأم محدودى أو منعدمى الدخل، هل عرفنا لماذا ضرب الجيش فى سوريا الشعب عندما طلب منه ذلك، وهل عرفنا لماذا لم يضرب الجيش المصرى الشعب عندما طلب منه ذلك، يا سادة الجيش المصرى لم لن يكن إخوانياً ولا كما العلوية السورية، لأنه إذا صار يوماً كذلك فأولادنا سيحدث بهم ما يحدث لأولاد سوريا هل ترضون؟
الجريدة الرسمية