رئيس التحرير
عصام كامل

فتوى سعاد صالح بـ«عدم جواز ترك العمل لأداء الصلاة» تثير الجدل بين علماء الإسلام.. «عثمان»: أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها.. «كريمة»: الصلاة في وقتها الأساس.. ويجب وضع

سعاد صالح
سعاد صالح

ما إن ننتهي من سماع فتوى دينية حتى ننتبه لفتوى أخرى تقلق مضاجعنا، ويبدو الأمر أننا مثل الفئران نقبع في معمل تجارب لهؤلاء المتاجرين بديننا، وما إن تغيب عنهم كاميرات الإعلام حتى يسارعوا إلى اختلاق فتوى، أو إذا شئت أطلق عليها "صاعقة"، ويا حبذا لو كانت في أمر من الأمور الثابتة التي يعرفها غير المسلمين، ناهيك عن المسلمين أنفسهم.


مولد الفتاوى
أطلَّت علينا منذ أيام قليلة فتوي عدم تحريم الخمر صدرت من إمام مغمور بمسجد سيدني بأستراليا، وما إن انتهت "الزوبعة" وذهب كل منا إلى حال سبيله، ظهرت علينا الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، قائلة: "لا يجوز ترك ما في يد المسلم من عمل لأداء الصلاة، وإن هناك وقت ممتد ما بين الأذان والأذان الذي يليه، ما يتيح للمسلم الصلاة فيه".

أداء الصلاة في وقتها
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الله تعالي قال: " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" وقال جل شأنه: " إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"، وهنا نجد أدلة واضحة على التبكير في مواقيت الصلاة وهذ ما نصت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أشار رسولنا الكريم عندما سئل عن أحب الأعمال إلى الله فقال: "أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله".

لا يوجد عذر
وأضاف عثمان أنه لا يوجد عذر عن تأخير الصلاة إلا في حالات الضرورة، وقال تعالي: " فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ"، موضحا أن الآية السابقة واضحة وصريحة، وأيضا قال الله تعالى في صفات المؤمنين: "وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ"، مؤكدا أن كل الآيات تشير إلى أن الأصل إقامة الصلاة في وقتها، ولذلك نرى أداء الصلاة على وقتها أثناء العمل مع مراعاة التخفيف بما لا يمس أوقات العمل.

رأيان
وأكد الدكتور محمد المنسي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن الصلاة على وقتها من الثوابت والأحاديث الواردة ثابتة وأخرجها الأئمة الكبار أمثال البخارى ومسلم، ولكن الرسول الكريم جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بغير عذر ولا مطر، مضيفا: "وقال ابن عباس: "أراد ألا يحرج أمته"، وهناك علماء قالوا بصحة هذا الحديث وبعضهم قالوا ضعيف ولو أوضحت الدكتورة سعاد أن الرأى من الفقهاء ما حدثت هذه الضجة.

دور الأزهر
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: "لا أعلم ما الفائدة من كثرة الإفتاء على الشاشات"، مؤكدا أنه يجب أن يضع الأزهر حلا لهذا الموضوع الشائك وهناك قناة تليفزيونية للأزهر، فلماذا تترك الفتوى متاحة للجميع".

كلام غير صحيح
وأكد أن الصلاة على وقتها هي الأساس إلا بعذر يمنعه من تأديتها، والقول القائل بأنه لا يجوز ترك ما في يده "كلام غير صحيح"، أما إذا قصدت الدكتورة سعاد أن هناك من يضيع وقت العمل فهذا أمر غير محبب في الإسلام فتأدية العمل أمانة في عنق من يقوم بالعمل.
الجريدة الرسمية