رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة في الأزهر تسمح للإخوان باحتلال المساجد!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لفظ "الخطيب" يطلق على الشخص الماهر في مخاطبة جموع البشر، خطيب الجمعة هو الإمام في المصلين يوم الجمعة، الذي يعظهم من على المنبر، ويؤمهم في الصلاة.


خطيب الجمعة في مصر هو أحد خريجي الأزهر الذي يتم تعيينه على وظيفة إمام وخطيب، بعد أن يكون قد تحصل على قدر من العلوم الشرعية تؤهله للوعظ والإرشاد، يرتدي الزي الأزهري «الجبة والقفطان والعمامة»، وهذا المظهر يعطي انطباعًا إيجابيًا عمن يرتديه، باعتباره عالمًا في العلوم الإسلامية، يُرْجَعُ إليه عند الحاجة لمعرفة أمر من أمور الدين قد غاب أو استغلق على الفهم. 

وقد اعتور هذا الخطيب ما اعتور المصريون جميعًا من أمراض اجتماعية واقتصادية وسياسية، ولا شك أن هذه الأمراض لها انعكاساتها السلبية على ما يقدمه الخطيب من معلومات ومعارف كمًا وكيفًا، لأنه ليس في مكنته توفير المراجع العلمية التي يمكنه من خلالها تنمية وتعميق معارفه في مجال تخصصه سواء على سبيل الاقتناء أو الاستعارة، ولم تكلف الدولة خاطرها بتوفير مكتبة في كل مسجد تحتوي على المعارف الضرورية في حدها الأدنى التي تلزم الخطيب في تحضير خُطَبه ودروسه ومواعظه.

ومن هنا تعرضت المساجد بطول مصر وعرضها، للغزو من الجماعات المتطرفة دون أن تجد أدنى مقاومة فكرية من جانب أئمة المساجد وخطبائها، فلم تصمد معارفهم المتاحة لهم أمام هذا الغزو المدعوم الذي هبط على قلوب وعقول تهفو إلى المعرفة، فما كان من معظم الخطباء إلا الانزواء أو الانخراط في صفوف هذه الجماعات التي تنفق ببذخ من التبرعات التي تجمعها بدعوة عمارة المساجد أو إنشائها.

لذا خسر الإمام المتخصص المساحة التي كان يحتلها، بل الأرضية التي يقف عليها، حين مورست ضده وضد الأزهر دعاية سوداء ممنهجة مؤداها أنهم علماء للسلطة، يوظفون الدين لأغراض سياسية جوهرها التكريس للنظام القائم والتبرير له، وشرعنة تصرفاته، ضمانًا لاستمراره، واستمرارهم معه.
الجريدة الرسمية