رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لم يحضروا؟!


أقصد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، التى لم يكتمل النصاب القانونى لانعقادها ومن ثم لم تنعقد الانتخابات فلماذا لم يحضروا؟!
دعنى أفكر معك ومع زملائى الصحفيين، فالحقيقة أن هناك توقعات بعدم الاكتمال، فعلى سبيل المثال ضياء رشوان المرشح لموقع النقيب لم تكن رسائله على الموبايل للدعاية لنفسه ولكن لتحفيز زملائه للمشاركة، وأذكر أن زميلا مرشحا لعضوية المجلس كنت أناقشه فى برنامجه، فقال وقلت ولكنه اختتم كلامه بصراخ فى وجهى: كيف تتغير النقابة وأنتم لا تحضرون؟!

الزميل محق، ولكنى أظن أنه وأننا لم نبذل الجهد الكافى لفهم المزاج العام، ليس فى نقابة الصحفيين وحدها ولكن فى مصر كلها، فما أشعر به واقرأه على الوجوه وأسمعه وأحسه، هو أننى وأنك أصبحنا على حافة اليأس، ففى نقابة الصحفين جربنا بعد الثورة اخترنا نقيباً محسوباً على الإخوان ومجلسا يشكل خليطا من معارضى الإخوان ومن ليس لهم لون سياسى، جاء بعضهم عبر الخدمات وجاء آخرون بالقوة التصويتية لمؤسساتهم وكان الحصاد غير مخيب، وخاصة إذا ربطت هذا بسقف التوقعات الذى حلمنا به بعد الثورة.
دعنى أضيف لك أن نقابة الصحفيين مر عليها قبل الثورة أنصار النظام السابق ومعارضوه فى موقع نقيب وفى المجلس، ولم يحدث تغيير جوهرى فى حياة الصحفيين. بل يمكنك القول إنه فى الجوهر لم يكن هناك فرق فى الأداء، فكلا الفريقين أبقى على النقابة كنادى خدمات وكان سعيه الأساسى لزيادتها "بالشحاتة من الحكومة أو من رجال أعمال"، ولم يقتربا بشكل جيد من الملفات الأساسية وهى الأجور وفوضى علاقات العمل.
فى الانتخابات الحالية للنقابة لم يكن هناك من جديد، فمعظم المرشحين مع كامل الاحترام لهم يعيدون إنتاج ذات الآليات القديمة، والنادرين منهم كان لديهم الجديد ولكنهم لم يشكلوا تياراً أو تكتلا قويا، لذلك لم تكتمل الجمعية العمومية، فحتى الطرق الديمقراطية السلمية لم تعد قادرة على الجذب. وهذا فيما أظن حال أغلبية المصريين، فكل الطرق مسدودة وليس هناك من طريق جديد يمكننا الوثوق فيه.
فإلى أين نذهب؟
الجريدة الرسمية