رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. قصر «شامبليون» خارج نطاق الخدمة.. كنز أثري تحول إلى «خرابة» تسكنها الأشباح..القمامة تغطي مداخله.. ورش الميكانيا تحيط به.. و«الآثار»: تقدمنا بقائمة حلول

فيتو

شارع شامبليون بوسط القاهرة، يشتهر بكم هائل من المقاهي الشعبية التي تحولت إلى منتديات مفتوحة واستراحات محاربين أثناء الثورة، فعليها كان يتجمع المتظاهرون يلتقطون أنفاسهم من حين لآخر.


«قصر شامبيلون» والذي يطل على شوارع «شمبليون الرئيسى والنبراوى وحسين باشا المعمار» من الجهة الخلفية، أسواره المزخرفة المرتفعة مبنية من الحجر الجيرى، وتحيط به ورش ميكانيكا السيارات ومقاهي بلدي، مكون من دورين مرتفعين أبوابه الخارجية متعددة حسب الأغراض، أصبح يعاني من إهمال المسئولين له، ما أدى لتراكم القمامة أمام الباب الرئيسي والأبواب الفرعية مغلقة.

«طراز نيو باروك»
وتم تصميم القصر على طراز الـ«نيو باروك»، المطرز بالرخام الأحمر النادر المموه والمطعم بالأبيض العاجي، ويتكون من مبنى رئيسي مكون من طابقين وبدروم، وبجانبه جناحين متماثلين يتكون كل منهما من دور واحد وبدروم ويتصلان بممشى خاص بالمبنى الرئيسي، ويتميز بتنوع استخدام الوحدات الفنية على جدران القصر، من تماثيل مستوحاة من الأساطير، وأقنعة آدمية وزهور منتظمة في عقود وزخارف هندسية وفيونكات ونياشين، والحروف الأولى من اسم سعيد حليم.

«جان فرانسوا شامبليون»
ويحمل العقار اسم العالم الفرنسى "جان فرانسوا شامبليون"، الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة على حجر رشيد أيام الحملة الفرنسية على مصر وشيد "سعيد باشا حليم" القصر في 1896، والآن يعد ملكية خاصة لأحد رجال الأعمال ويدعي "رشاد عثمان" من محافظة الإسكندرية، وتشرف علية وزارة الآثار.

«معسكر للجيش»
واستخدم القصر، كمعسكرًا لقوة أساسية من الجيش المصرى في الخمسينات، بعدها استغلته وزارة التربية والتعليم مقرًا لمدرسة الناصرية الإعدادية سنوات طويلة، ثم انتقل لوزارة الثقافة، فكان مدرسة للبهوات والباشوات والخواجات.

«قيمة مفقودة»
قيمته التاريخية والمعمارية وحتى الجغرافية لا تليق بالمستوى الذي وصل إليه قصر شامبليون المقام في شارع مويار سابقا شمبليون حاليا، على مساحة 4781 م2، وصممه المعماري الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك، واسغرق إنشاؤه 6 سنوات ما بين عامي 1897- 1901.

وعلى الرغم من أنه تحفة معمارية نادرة تجمع بين أكثر من طراز، إلا أنه أصبح مقلبًا كبيرًا للقمامة والحشرات والقطط الضالة، ويحتاج إلى من يُعيد اكتشافه.

«فيتو» رصدت حالة قصر شامبليون وتحوله إلى «خرابة مخيفة»، إضافة إلى ما آل إليه القصر من مظاهر الإهمال، فالقمامة تغطى مدخله من الخارج، والمبنى مهدم بشكل كامل من الداخل، يسكنه العنكبوت والزواحف، ما يوجه الاتهام إلى وزارة الآثار وتورطها في تخريب كنوز أثرية لا تقدر بثمن.

«الحل»
من جانبه، قال المهندس أحمد سعيد، مدير عام شئون المناطق الأثرية، المشرف العام على وسط القاهرة، إنهم تقدموا أكثر من مرة إلى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بقائمة تضم عدة حلول لقضية الإهمال في الآثار، ولكن دون جدوى تذكر من قبل المسؤلين لمواجهة هذه الأزمة.

وأشار إلى أن الحل الأمثل لمواجهة هذه الأزمة، هو الابتعاد عن تعيين مستشارين لا يعلمون شيئا عن القيمة الأثرية لهذه القصور، والاكتفاء بتعيين من يستطيع تطوير الأداء وحماية هذه الآثار من خطر الإهمال.

وأكد أن الحلول السريعة لهذه الأزمة تتمثل في خلق نوع من الشراكة المجتمعية بين الأثريين ورجال الأعمال المهتمين بهذا الأمر، مضيفًا: «مبقاش ينفع إننا نعمل صناديق نجمع فيها النقود لمواجهة هذه الأزمة ونفضل 50 سنة ومنعملش حاجة».
الجريدة الرسمية