رئيس التحرير
عصام كامل

الحوثيون لـ "إخوان اليمن": لا عودة للماضي.. "أنصار الله": موازين القوى السياسية بالبلاد تغيرت.. عودة الإخوان للمشهد السياسي "مستحيلة".. لم نطالب بالتقاسم للسلطة.. وندعو لشراكة وطنية تؤسس اليمن الحديث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعيش "إخوان اليمن" نفس السيناريو الذي جرى في مصر، والذي يؤكد أن العقلية واحدة وإن اختلفت الدول، فبينما كان إخوان اليمن شركاء فعليين في الحكم منذ أربعينيات القرن الماضي، إلا أنهم انقلبوا على ثورة الشعب اليمني، وبدأت مرحلة تمكين متناهية النظير، سعوا خلالها للسيطرة على كافة مفاصل الدولة اليمنية، إلى أن جاء تحرك الحوثيين الأخير في ٢١ سبتمبر باتجاه العاصمة والتي كانت النقطة الفارقة، والتي سقط فيها إخوان اليمن بعد تصدرهم المشهد.


مرحلة جديدة
وبدأ الحوثيون مرحلة جديدة من السيطرة والتأثير على المشهد اليمني، لاسيما أنهم أصبحوا القوة الأكبر والأكثر تأثيرًا في اليمن، إلا أن لقاء جرى مؤخرًا بين عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين ( أنصار الله) وإخوان اليمن، طرح العديد من التساؤلات حول إمكانية عودة الإخوان للمشهد اليمني من جديد أو دخولهم في تحالفات جديدة مع التيار الأبرز الآن في اليمن.

عودة العلاقات

وجاء لقاء الحوثي بعد تكهنات عديدة حول عودة العلاقات، وحول اتفاقات تجري بين أنصار الله والإصلاح، إلى أن جاء بيان المكتب الإعلامي لأنصار الله المقتضب قبل أيام والذي يتحدث عن لقاء جمع زعيمهم عبدالملك الحوثي، ووفد من التجمع اليمني للإصلاح من أجل طَي صفحة الماضي، والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية.

كيفية التوافق

ومن جهته، قال حسن الحمران، مسئول العلاقات الخارجية في حركة أنصار الله، لـ"فيتو"، إن عبدالملك الحوثي التقى قياديين اثنين من حزب اﻹصلاح، وأنه طرحت خلال اللقاء كثير من القضايا التي تهم اليمن، وكيفية التوافق وبناء دولة مدنية حديثة وطي صفحة الماضي.

حديث الحمران لم يخل من الإشارة إلى اتفاقيات سابقة لم ينفذها الإخوان، بل وكانوا يتنصلون منها بعد التوقيع عليها، وحول الضمانة الحالية لتنفيذ الاتفاق الجاري بينهم الآن، قال:" طبعا كثير من ااتفاقيات لم يلتزموا بها ولا يوجد ضمانة بما تعنيه الكلمة، وإنما صدق النوايا أن توفرت من جانبهم".

عودة الإخوان للمشهد السياسي

وفيما إذا كان هذا التحرك بين الجانبين يعني مرحلة جديدة من العلاقات، أو عودة الإخوان ( الإصلاح) للمشهد السياسي كما في السابق كأحد أهم القوى السياسية على الساحة اليمنية أضاف:" بالتأكيد ﻻ؛ ﻷن موازين القوى السياسية قد تغيرت كليا، وأصبح لدينا قوی فاعلة على الساحة وفاعلة أكثر منهم".

وعما يثار من أن الإخوان يقاتلون أنصار الله الآن من خلف ستار "القاعدة"، وموقفهم من ذلك وإذا كان إلقاء الأخير سيغير من المسألة يقول:" نعم وهذا شيء مؤكد ولسنا وغيرنا من أبناء الشعب اليمني والعربي نعي ذلك جيدًا، وبالتالي فإنه ستكون ثمة تغييرات على الأرض أخيرا".

تقاسم السلطة

وحول التحليلات التي تتحدث عن تقاسم السلطة فيما بين الحوثيين والإخوان يضيف:" لا إطلاقا، فنحن ﻻ نطالب بالتقاسم أبدا والثورة كان من أسباب قيامها، هو تقاسم السلطة وإقصاء القوى الحية الموجودة في الساحة".

وتابع: "نحن ندعو لشراكة وطنية تؤسس اليمن الحديث، وبعد الثورة مباشرة دعونا لتوقيع اتفاق السلم والشراكة، فلا يوجد في قاموسنا ما يسمى بتقاسم السلطة مطلقا، فنحن ندعو لمشاركة الجميع في بناء اليمن وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
الجريدة الرسمية