رئيس التحرير
عصام كامل

انسى يا حمدين!


لست مع الذين يعتقدون بأن المرشح الرئاسي السابق والأسبق الأستاذ حمدين صباحي محاط بمجموعة من الشباب المتحمس يدفعه لاتخاذ مواقف أو الإدلاء بتصريحات تفتقد الحكمة وتتجاوز الواقع بل وقدراته هو شخصيا.. ربما بدا ذلك للبعض وهو يرى كيف أعلن الأستاذ حمدين ترشحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن هذا مشهد في الأغلب كان معدا ومرتبا، والمشاهد المرتبة والمعدة سلفا من لوازم الانتخابات!


أما الحقيقة التي أراها أنا وحدي فهي تتمثل في أن الأستاذ حمدين يسكنه حلم منذ بضعة سنوات، وتحديدا منذ تسعة سنوات، في أن يصبح رئيسا للجمهورية.. وهذا الحلم الذي يسيطر عليه هو الذي يحركه ويصوغ له مواقفه ويملي عليه ما يقوله من كلام وتصريحات.

وصدمة نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة ابتلعها الأستاذ حمدين ومن ثم انطلق يفكر من الآن في الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد وجد في الأحكام التي صدرت في قضية القرن والتي نال فيها مبارك والعادلي ومساعدوه البراءة فرصة مناسبة من وجهة نظره.. إذا ما استثمرها لتقريب موعد هذه الانتخابات على غرار ما حدث مع مرسي.. أي وجد حمدين فيها فرصة الإمساك بحلمه الأخير حول أحكام قضية القرن والتي تقمص فيها دور من يتحدث باسم الشعب كله وألمح فيها ببدء ثورة جديدة ووجه فيها تحذيرا للرئيس المنتخب، غير أن أستاذ حمدين يتجاهل حقيقة لا يريد الاعتراف بها وهي أنه لو خاض الانتخابات مستقبلا لن يحرز أكثر مما أحرزه من أصوات في الانتخابات السابقة وربما أقل.. أي أن الطريق للاتحادية مسدود أمامه وعليه أن ينسى حلمه أفضل.
الجريدة الرسمية