رئيس التحرير
عصام كامل

«الأزهر» يواجه أفكار التنظيمات الإرهابية.. «علام»: رصدنا 200 فتوى تدعو للتكفير.. «أبو عاصي»: تشويه صورة الإسلام بالقول أو الفعل كفر.. ورئيس خريجي الأزهر بكردستان العراق:

 الرابطة العالمية
الرابطة العالمية لخريجى الأزهر

نظمت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، ورشة عمل بعنوان «مواجهة أفكار التنظيمات الإرهابية»، اليوم الإثنين، تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس الرابطة، لمدة يومين بمشاركة رؤساء فروع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالخارج من مختلف دول العالم، ونخبة من علماء الأزهر الشريف.


وقال أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس الإدارة، إن الورشة تهدف إلى طرح أفكار جديدة لتوحيد الجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية، لافتًا إلى أن الورشة تتضمن عدة محاور أهمها «التكفير، الخلافة، الجهاد، الاختلاف، التنوع، الغلو، التطرف، الولاء، البراء، حقوق المرأة في الإسلام، التراث الأزهرى ودوره المأمول».

وأشار إلى أن الجلسة الافتتاحية في اليوم الأول يشارك فيها نخبة من علماء الأزهر أبرزهم الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق، والدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار علماء الأزهر، والدكتور محمد سالم أبوعاصي.

مشاهد تسيء للإسلام
وقال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى، وزير الأوقاف الأسبق، نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، إن الوقت الذي تعيشه مصر حاليا حرج، تشتد فيه الأزمات يوما بعد يوم، منوها إلى أن السبيل الوحيد للخروج من ذلك، هو لقاء أصحاب الرأى ليتناقشوا، لوضع حل للخروج من الأزمة.

وأضاف القوصى، خلال ورشة العمل التي تنظمها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، بأحد فنادق القاهرة، أن العالم الإسلامى مطالب في تلك المرحلة الحرجة، أن يناقش الأمور قبل أن يفعل، لافتا إلى أن الأفعال الإرهابية التي نراها الآن، سببها أن فاعليها قاموا بها قبل أن يفكروا، ولم يناقشوا فيها أهل العلم.

وأوضح، أن مشاهد العنف والتدمير التي يراها العالم كله، في وسائل الإعلام، تسئ للإسلام، لافتا إلى أن الأجيال الحالية ستسأل عما قدمته للأجيال التي تليها، ومنوها إلى أن التصدى للإرهاب ليست مسئولية الأزهر فقط، فالكل مسئول أمام المولى عز وجل.

وكشف وزير الأوقاف الأسبق، أن هناك من يتربص بالإسلام ليزيد الصورة القاتمة، التي رسمت له من قبل بعض المنتمين له.

تصدي الأزهر للفتاوى المتطرفة
فيما قال الدكتور محمد سالم أبو عاصى، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن للكفر معانى كثيرة، منها كفر النعم وكفر الدين، منوها إلى أن المراد به المعصية وليس الخروج على الملة كما يفكر الكثير من الجماعات المتطرفة الإرهابية.

وأكد أبوعاصى، في رده على عبد الفتاح إبراهيم، رئيس رابطة خريجى الأزهر بإندونيسا، خلال ورشة العمل التي تقيمها الرابطة حاليًا، بأحد فنادق القاهرة، لمواجهة الفكر المتطرف، على أن الكفر الحقيقى هو الخروج على الدين الحنيف وممارسة أي أفعال منافية له.

وشدد أبوعاصى في كلمته، على أن الأزهر يحارب كل من تصدر منه فتاوى متطرفة، مؤكدًا أن كل من يفتى دون علم فحسابه على الله.

وأوضح عميد كلية الدراسات الإسلامية، أن الأزهر ما زال يمارس دوره في إصدار الفتاوى المنضبطة بضوابط الإسلام.

وأكد أن الإفساد في الأرض يكون بالقول والفعل مشبها بذلك، لكل من يقوم بتغيير صورة الإسلام وتشويهها بما هي ليست عليه.

وأضاف «أبو عاصى»، أن الإسلام أمانة في رقابنا جميعا ويجب علينا أن ندافع عنه بكل الوسائل، والتصدى لكل من يقوم بمحاولة تشويهه.

وأشار إلى، أن التكفير هو الحكم على الإنسان المسلم بالردة أو الكفر، مؤكدا على أن الأصول المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة أنه لايجوز الحكم على المسلم بذلك، ما دام هناك احتمال واحد في بقائه على الدين الإسلامى موجود ولكن الفكر التكفيرى لا يراعى ذلك.

وأوضح عميد كلية الدراسات الإسلامية، أن الجماعات التكفيرية تحكم بغير ما أنزل الله ويكفرون من يخالفهم في معتقداتهم في تأويل آيات قرآنية على غير ما نزلت لها.

داعش تضع القنابل بالمصاحف
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الله الويصي، رئيس رابطة خريجي الأزهر بإقليم كردستان العراق، أن أعضاء تنظيم داعش الإرهابي غيروا نظام التعليم في جميع مراحله من رياض الأطفال إلى الجامعة، وفقا لأهوائهم ورغباتهم ونشر الأفكار التكفيرية.

وكشف الويصي، خلال كلمته بالورشة التي نظمتها رابطة خريجي الأزهر، بأحد فنادق القاهرة لمحاربة الأفكار المتطرفة، أن أنصار داعش أخرجوا المصاحف من المساجد، ووضعوا بها المتفجرات، لتدمير كل من يحاول الإمساك بها.

وأوضح الويصي، أن أعضاء داعش لم يكتفوا بذلك فحسب، بل قاموا بتفخيخ الجثث، ليتم تدمير من يقوم بحملها، وحرموا وكفروا كل من يتعامل مع الأمريكان وأي ملة أخرى غير الإسلام.

200 فتوى تدعو للتكفير
وقال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن قضايا الإرهاب التي تشهدها مصر حاليا، ساهمت في تشويه صورة الإسلام في الخارج، منوها إلى أن الغرب يتذكرون الإرهاب كلما ذكر اسم الله أو الإسلام، بسبب أفعال بعض الجماعات التي تزعم الانتماء للدين وهو منها براء.

وأضاف علام خلال كلمته بالورشة التي تقيمها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر لمواجهة الإرهاب الآن بأحد فنادق القاهرة، أنه يجب أن تسمى العمليات الإرهابية، بالسلوك الإجرامي الخارج عن الشرع، لنفى أي إساءة من الممكن أن تحدث للإسلام.

وأوضح علام، أن الجهاد أخذ من معناه الحقيقى العبادي، إلى آخر وهو الإرهاب، بسبب فعل هؤلاء الإرهابيين، وتم تشويهه وأخذه من سياقه تماما، مؤكدا أن الجهاد هو في الأساس وسيلة لإيجاد المعرفة الحقيقة بالله عز وجل.

ولفت مفتى الجمهورية، إلى أن الجهاد بمعناه الشريف، شرع لعبادة الله عز وجل، ولحفظ الدين من ناحية الإيجاد والعدم، منوها إلى أن الإرهابيين فهموا الجهاد بطريقة أخرى، وبمفهوم آخر، ما أدى إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

وشبه مفتى الجمهورية، الإسلام بالبيت الذي بداخله أوامر ونواه لبنائه على نحو صحيح، ويحتاج إلى وسائل تحميه وتدافع عنه، مشيرا إلى أن أقلها هو الكلمة الطيبة التي من الممكن أن تواجه عتاد الأسلحة.

وكشف مفتى الجمهورية، أن مرصد الفتاوى التابع للدار، رصد 200 فتوى تدعو إلى التكفير صراحة ودلالة، مشيرا إلى إعداد 9 تقارير حول ذلك، لتوعية الناس بها.

وأوضح في كلمته بالمؤتمر الذي تقيمه حاليا الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بأحد فنادق القاهرة، لمواجهة التطرف، أن حركة داعش انتزعت 50 آية قرآنية وبعض الأحاديث النبوية من سياقها تماما، لاستخدامها فيما يحلو لها، وتبرير ما تقوم به من أعمال إرهابية، منوها إلى أن ما يفعله هؤلاء بمقياس الإسلام الصحيح، يندرج تحت مصطلح الجريمة.

وأكد علام، أن احترام المواثيـق هو القوة الناعمة التي تحبب الناس في الإسلام، موضحا أن الدين لم يكن أبدا لتمليك إنسان لإنسان، وإنما جاء ليجفف منابع الرق.

وأوضح مفتى الجمهورية، أن الأزهر ودار الإفتاء تصديا لتسمية داعش بالدولة الإسلامية، وأطلقوا عليها منشقى القاعدة، منوها إلى أن الأزهر بكل مؤسساته يواجه بكل قوة الجماعات الإرهابية التي تظهر كل فترة.
الجريدة الرسمية