رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا السلفيون الآن؟!


يدهشني أن الدولة لا تزال تتعامل بسعة صدر وربما تراخٍ مع أفعال الإرهاب ودعواته للخروج بالمصاحف في تظاهرات –آخرها دعوة 28 نوفمبر الفاشلة- ولا أدري لها سببًا إلا عرقلة مسيرتنا واستنزاف مواردنا وتعطيل مصالحنا وجرجرتنا للفوضى والعنف وشق الصف الوطني، وإقحام الدين في أهواء السياسة وخدمة مصالح تنظيم الإخوان وأشياعهم الذين لا يهمهم إلا العودة للحكم ولو على دماء وأنقاض هذا الوطن.

لكن أثبت المصريون ـ كعادتهم ـ قدرتهم على التصدي لمحاولات التخريب، ووعيهم بما يجري حولهم من مخاطر كثيرة، ليس أقلها دعوات الفتنة التي يتبناها من يسمون أنفسهم "جماعة السلفية".. ولست أدري عن أي سلفية يتحدثون.. أهي سلفية حزب النور.. أو جماعة برهامي في الإسكندرية أو سلفية الإخوان وخلاياهم النائمة التي اخترقت ما يسمى "السلفيين".. ولست أدري لماذا الإصرار على دعوة الخروج للتظاهر يوم 28 نوفمبر.. هل جاء ذلك استباقًا لما طالب به البعض من ضرورة تطبيق الدستور وحظر الأحزاب الدينية قبل انتخابات مجلس النواب المنتظرة أو أنها الحرب النفسية التي لا يكف الإخوان عن افتعالها لاستنزاف الدولة التي تسارع بالتعبئة الأمنية المتواصلة تجعلنا في توتر واستنزاف اقتصادي يبعث برسائل سلبية للخارج، بعدم الاستقرار؛ ومن ثم التشويش على جهود "المؤتمر الاقتصادي" المزمع عقده في مارس المقبل.. ولماذا السلفيون الآن.. هل هذه حيلة جديدة للتنظيم الدولي للإخوان بعد ما فشلت مساعيه ومؤامراته في سيناء وعلى حدودنا الغربية والجنوبية وفي أروقة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة..؟!

كيف سمحت ضمائر السلفية بالدعوة للخروج بالمصاحف والسلاح في وجه الدولة والمواطن..هل هذه هي مبادئ السلفية التي ترفض الخروج على الحاكم ما هذا التغير المفاجئ.. ولصالح من؟

لست هنا في حاجة للقول إننا جميعًا ـ إعلامًا ومواطنين ومجتمعًا مدنيًا وحكومة ـ مطالبون باليقظة والتصدي بحسم لدعاوى الفتنة التي يريد أصحابها إغراقنا في جحيم العنف والفوضى من جديد؛ حتى يسهل تنفيذ المخطط الشيطاني بتفتيت وحدة هذا الشعب، والوقيعة بين أبنائه بتقسيمهم شيعًا وطوائف يحارب بعضهم بعضًا.. فهذا سلفي وذاك إخواني وآخر علماني ورابع ليبرالي، والقصد في النهاية هو إشعال بؤر التوتر وإسقاط الدولة..؟!

لقد لاقت دعوة 28 نوفمبر سقوطًا كبيرًا.. ولقن الشعب بجيشه وشرطته أعداء الوطن في الداخل والخارج.. وإعلام الضلال الذي تقدمه قناة الجزيرة العميلة درسًا لن ينسوه أبدًا.. ولتحيا مصر.
الجريدة الرسمية