رئيس التحرير
عصام كامل

شجرة إرهاب الشرق الأوسط


لأنه لا يوجد شىء اسمه الظلام فلنسميه غياب الضوء.. ولا اعترف بشىء يسمى مشكلة.. ولكنها افتقادنا لإيجاد فكرة تكون هي الحل.. فكل ما نعانيه في العالم العربى ما هو إلا تراكمات فكرية عفنة.. تُركت عمدًا لتنمو في عقول ووجدان المجتمع العربى ويمارسها من يعتنقها عن جهل منه وهى بعيدة كل البعد عن سماحة الأديان السماوية وحتى إنها بعيدة كل البعد أيضا عن كل الأعراف والطبائع البشرية.


فأى دين يأمر أتباعه بمحاربة وهدم الوطن وعدم الاعتراف حتى بكلمة وطن ويتكلمون كلاما أجوف ويدعون أن وطنهم هو الإسلام فمن أين أتوا بتلك الأفكار الغبية وهل كره رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وطنه الأول بل العكس هو الصحيح لقد بكى عندما طُرد من مكة حبًا في ترابها وعشقًا لوطنه الأول الذي ولد فيه.

والسؤال هنا هل هناك حل لهذا الظلام الفكرى الذي نعيش فيه الآن؟
الإجابة نعم.. ولكن..
أولًا يجب أن ندرس جميعًا رجال دين ومفكرين ورجال اقتصاد والعلماء والأدباء ورجال الإعلام وكل مثقفى الشعوب العربية الذين يؤمنون بفكرة عدم التمييز بين الأفراد على أي أساس ويؤمنون أن الوطن قادر على استيعاب الجميع على أساس حرية الاعتقاد واحترام عادات وتقاليد الشعوب بشرط ألا يفرض فصيل ثقافته بالقوة على فصيل آخر ويكون الجميع متساوين في الوطن الواحد الذي يُحترم من الكل بحكم قانون الدول التي تضمن المساواة وعدم التمييز والحكم القاصى على كل من تسول له نفسه حتى بأفكاره لهدم تلك الأوطان وأقصد هنا المجتمعات العربية وليست مصر فقط.

والسؤال ألم ينظر هؤلاء المعتوهون والمحبون لهدم الأوطان الدول التي ينعتوها بالكفر كيف يعيش الناس فيها بسلام؟ ألم ينظروا إلى دولة مثل الصين كم بها من الديانات والعادات والتقاليد المختلفة ولا توجد بينهم حروب ولا قتل بسبب اختلافهم ؟ ألم يدعونا الإسلام إلى السلام ؟

إذًا تلك الدول مسلمون أكثر منا وهم أكثر منا ممارسة لشرائع الإسلام لأنهم يضمنون من خلال قوانين دولهم وممارساتهم الحياتية أن يعيش الناس كما يشاءون بشرط عدم الإضرار بمصالح الغير والدولة.. هل حارب الرسول عندما فتح مكة صاحبات الرايات الحمر ؟هل قتلهم ؟ هل قتل من لم يدخل في الإسلام؟ بالطبع لا

أكاد أجن من التفكير كيف شوه وحرف هوؤاء الدين السمح ؟ وكيف سمحوا لأنفسهم بقتل حتى من ينتمون إلى دينهم ويكفرونهم فما بالك بمن يتبع دينًا مخالفا لهم. وهل يتبع هؤلاء الإسلام ؟ هل يفهمونه ؟ والله لو كانوا فهموه ما فعلوا كل هذه الجرائم البشعة التي ألصقوها بالإسلام ظلمًا وبهتانًا لا سامحهم الله

ولكن للأجيال القادمة لابد أن نضع بذور الحل في أرض الوطن حتى تطرح لهم سلاما وأمانا وعقولا مستنيرة تضىء للعالم كله مستقبله كما كنا في يوم مًا.

ولبداية الحل لابد أن نعرف أسباب ما وصلنا إليه اليوم من وجود مليشيات وجيوش ترفع راية الإسلام وتحرق وتدمر وتقتل وكله باسم تطبيق شرع الله.

فلقد تُركت جماعة الإخوان لمدة ثمانين عامًا مضت تؤسس لجيل يعتنق فكر الجماعة من خلال إنشاء مدارس لا يرفع فيها علم مصر أو علم أي دولة هم على أرضها واختراقهم الجامعات والنقابات والمساجد والأزهر الشريف وكل مؤسسات الدولة حتى الجيش والشرطة والقضاء والتي لحسن الحظ كان وجودهم فيها خفيا وغير مؤثر لقوة نظام وثبات تلك المؤسسات وكانت جماعة الإخوان تضم بين طياتها كل التيارات الإسلامية والتي تتقارب معهم فكريًا فلم ولن يستطيع الإرهاب أن يهزم مصر فنطمئن جميعًا أن مصر باقية برغم كل شىء نعرفه أو لا نعرفه فلك الله يامصر.

الجريدة الرسمية