ننفرد بنشر نص تقرير "غريب" للجبلاية
تنفرد بوابة "فيتو" بنشر نص التقرير الذي تقدم به شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الوطني، والذي يتم مناقشته الآن على طاولة مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام والذي جاء كالآتي:
. مقدمة
... عشت كغيري من أبناء الشعب المصري حالة حزن لم أمر بها طوال حياتي ومشواري الكروي لاعبًا ومدربًا، بعد عدم نجاح منتخبنا الوطني الأول في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2015 للمرة الثالثة على التوالي. ولن أبالغ إذ أؤكد على أن حزني يفوق بمراحل الجميع سواءً داخل المنظومة الكروية أو خارجها، وهي المشاعر التي لا يدركها سوى من شارك في رسم البسمة على شفاه الملايين لسنوات عديدة.
خاصة أن شوقي غريب هو نفسه الذي شارك في الثلاثية التاريخية 2006 و2008 و2010.. وبرونزية الفرانكفون بكندا 2001.. والحصول على برونزية كأس العالم للشباب 2001 وميدالية ذهبية لبطولة أفريقيا للناشئين 1997.
ولإيماني الشديد بضرورة البدء على أساس سليم ومن حيث انتهى الآخرون أتقدم بهذا التقرير الفني من أجل مصلحة بلادي ومنتخبها الوطني صاحب الفضل الأول في صنع اسمي لاعبًا تشرف بحمل كأس الأمم الأفريقية 1986 ثم مدربا في المنتخبات الوطنية منذ عام 1997 وعلى مدى 17 عاما كاملة... وضعت خلالها اسم بلادي فوق كل شيء وقبل أي اعتبار، متمنيًا أن أساهم ولو بقدر ضئيل في بناء مستقبل المنتخب الوطني الذي سيبقى وسيظل الأقوى مهما تغيرت الأسماء ومهما تبدلت الظروف..
وفي الوقت الذي توليت فيه المسئولية وسط ظروف فنية ونفسية غاية في الصعوبة بعد هزيمة مدوية من المنتخب الغاني وتبدد حلم الصعود لكأس العالم 2014 بالبرازيل والذي سبقه الفشل في التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية 2012 و2013 وحزن عميق للجماهير وانهيار تام للحالة النفسية للاعبين.
* قبلت التحدي... حتى في ظل ضبابية الأمور بالنسبة لإقامة المسابقات المحلية... ولكنني حاولت واجتهدت في العمل بطريقتي المعهودة في لم الشمل كابن مخلص لوطنه، والتكتم على الصعوبات والعمل بما هو متاح دون النظر للمعوقات، وذلك من أجل إعادة الثقة للاعبين والجماهير والتي ضاعت بفعل النتائج السلبية التي صاحبت المرحلة السابقة.
ونظرًا لكل ما سبق وما صاحب الفترة القصيرة التي توليت فيها المهمة ومع اعتزال عدد كبير من النجوم وابتعاد البعض عن مستواه وتقدم الآخرين في السن، حاولت قدر المستطاع أن أعمل بالتعاون مع كامل الجهاز الفني في خطين متوازيين لبناء جيل جديد للكرة المصرية يقدر قيمة قميص منتخب بلاده ويحقق هدف التأهل لبطولة الأمم الأفريقية والذي ظل معلقا حتى اللحظات الأخيرة... ليعلم الجميع أننا لم نقصر حتى آخر قطرة عرق لتحقيق هدف التأهل للأمم الأفريقية وكفى بالله علينا في ذلك شهيدًا.
.. لقد عاصرت سنوات النجاح والتتويج، ورأيت كيف تنجح كرة القدم في جمع الشعب على كلمة واحدة، وكم تمنيت أن نعيش هذه اللحظات وأنا على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطنى.
وعلى الرغم من ذلك ومع كل ما سبق... نجحنا في وضع نواة لمنتخب شاب سيكون هو القوام الأساسي بإذن الله تعالى لتحقيق البطولات والتأهل لكأس العالم 2018 مع مزيد من التجانس والتجارب وانتظام المسابقات المحلية.
وبالعمل المخلص من أجل المستقبل مع المزيد من الجهد وتوفير الاستقرار والظروف المواتية لتجهيز الفريق... أراهن على هذا الجيل ليصبح الجيل الذهبي الجديد للكرة المصرية شرط التفاني والواقعية والصبر على لاعبين جدد في حاجة إلى الوقت والمباريات لاكتساب الخبرة لحمل لواء الانتصارات، ومواجهة الظروف وعدم التهرب منها خوفًا من ردود فعل لحظية قد تؤدي للتضحية بالمستقبل وإضاعة الآمال في العودة مجددًا أسيادًا لكرة القدم الأفريقية.
والتأكيد على أنني لم أكن لأتمسك بالبقاء كما يشيع البعض بدليل حرصي على وضع بند الرحيل في عقدي حال عدم بلوغ النهائيات وهو ما يشهد به مجلسكم الموقر.
*وفى النهاية أقدم لكم تقريرى هذا خلال تلك الفترة وما به من سلبيات وإيجابيات وتوصيات أرجو الأخذ بها.. وأتمنى للمجلس الموقر التوفيق في اختيار جهاز فنى جديد للمنتخب في المرحلة القادمة.
شــــــــوقي غـــــــريـب،،