رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم يكتب: أنسي أطعم "زقزوق"و"ظريفة"

 توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

في مجلة "الإثنين" عام 1949، كتب توفيق الحكيم مقالًا بعنوان (أنسى أطعم زقزوق وظريفة ) يقول فيه:

قال الروائى الإنجليزى الوس هكسلى "إذا أردت أن تكتب قصة ممتعة فاحضر قطًا وقطة وادرس أحوالهما"، أما أنا فليست الموضوعات القصصية هي التي تهمنى، ولكنها الصراصير، وقال لى صديق (إذا أردت ألا ترى صرصارا في بيتك فأحضر قطًا وقطة وعش بينهما، وهما إذا تعودا الحياة في منزل تحملا مهمة نظافته، ذلك لأن البيت هو كل مطامعهما في الدنيا، فهما لن يهجرانك يوما كما هجرك حمارك ليشتغل بالسياسة ) وهكذا عشت مع زقزوق وظريفة.


ومع ذلك فمنذ الاثنان لم أبصر حشرة، ولم أرهما قاما بمهمة.. ولكن انا الذي قمت بكل نتائج تشريفهما... لكن الحق انهما أحدثا انقلابا في حياتى فأصبحت أشعر أننى لست وحدى بالمنزل ولم أعد حرا طليقا بل مسئول عن أزواج.

وإذا كانت القط الواحد بسبع أرواح فانظروا ضخامة مسئوليتى خاصة وأن داء السهو والنسيان يسبب لى معهما مشكلات.. فما أكاد أخرج من مسكني في الصباح حتى انسى أن في عنقى عائلة لابد لها من طعام وشراب،وما إن أعود إلى المنزل حتى أجدهما في انتظاري وكأنهما يقولان (أين طعامنا يا حضرة الفاضل ؟ )..فأخفى خجلى منهما بمداعبتهما،ثم آمر بالطعام ساهيا عن طعامى..لاهيا عن نفسى.

والويل كل الويل إذا أغرقت في الكتابة وانهمكت في عملى فأجدهما يعبثان بأوراقى وينبشان الصفحات بمخالبهما.

غير أننى لاحظت أن القط زقزوق هو حقا مثال للزوج المثالى الكريم، أما القطة ظريفة فهى رمز الزوجة المشاغبة الأنانية، فإذا وضع الطعام كانت هي البادئة..والويل لزقزوق لو بدأ.

أما إذا وقع هو على قطعة لحم أعجبتها فانها تأخذها منه بقوة واقتدار كأن ذلك من حقها، والمصيبة أنه يتركها تفعل ذلك ساكنا.. أليست كل زوجة كذلك؟

ما الفرق بين القطة والمرأة ؟..لا يوجد في نظري غير فرق واحد هو أن القطة تديم مخالبها كما هي، أما المرأة فتصبغها باللون الأحمر.
الجريدة الرسمية