رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم.. الذكرى الـ 150 لميلاد الرسام الفرنسي"هنري لوتريك".. لقب بـ"الجوهرة الصغيرة".. عبّرت أعماله عن فساد الحياة الحديثة.. "التحية للجمهور" أشهر لوحاته.. وباع لوحة "لا بلانتشيسيوس" بـ 22.4 دولار

فيتو

"العجز ليس في الأعضاء، وإنما في الإرادة"... هذا ما قاله "تركي الدخيل" عن العجز، وما أكدته عبقرية الرسام الفرنسي هنري تولوز لوتريك، الذي احتفل محرك البحث "جوجل" اليوم بالذكرى الـ 150 على ميلاده، يُعرف لوترك بأعظم الرسامين في فترة ما بعد الانطباعية.


صور للحياة الحديثة

وهو رسام فرنسي، وصانع أعمال فنية طباعية ومصمم ومصور، أسفر انغماسه في الحياة الغنية بالألوان والاتجاهات والحياة المسرحية في باريس أواخر عام 1800م عن مجموعة من الصور المثيرة والأنيقة والاستفزازية للحياة الحديثة، وأحيانًا الفاسدة في تلك الأوقات.

الجوهرة الصغيرة

ولد في مدينة آلبي لعائلة ثرية من كبار ملاّك الأراضي،عاش في طفولته حياة بذخ ودعة، وتعلم الإنجليزية واللاتينية بمساعدة أمه، ومدرسين خصوصيين، لكن هذه الحياة الرغيدة سرعان ما انقلبت إلى مأساة عندما كُسر عظم فخديه في حادثتين متتاليتين، وانجبر الكسران على تشويه، فتوقف هنري عن النمو، وعندما بلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا كان طوله مترًا ونصف المتر، وعندما صار يافعًا بلغ طوله مترًا واثنين وخمسين سنتمترًا.

وقد نما جذعه نموًا طبيعيًا في حين بقيت رجلاه قصيرتين بصورة لافتة، كان أهله يطلقون عليه بفخر لقب "الجوهرة الصغيرة"، وعاش حياته كلّها "نصف قزم"، وازداد الحال سوءًا بسبب قبحه، فتبخّرت أحلامه كلها لينصرف بكلّيته للرسم والتصوير.

الشلل

وفي عام 1898 تفاقمت حالته الصحية، وراح يعاني من هلوسات، فرشّ محترفة بالنفط ليقضي على المكروبات التي كان يراها تتكاثر بسرعة كبيرة فيه، إذ كان يظن أن فيه حشرات عظيمة الحجم تهاجمه، وفي فبراير من عام 1899 غيبته أزمة هذيان رعاشي بفعل تعاطي السكريات، فنُقل إلى مصحة عقلية، ولكي يثبت سلامة صحته العقلية رسم تسعة وثلاثين مشهدًا من مشاهد السيرك بأقلام الرصاص الملونة من وحي ذاكرته.

وعندما خرج، عاد ليعاقر الخمرة التي كان يخفيها في عصى مجوّفةٍ كان يستخدمها في المشي، ثم أصيب بالشلل فأعادته أمه إلى قصر مالْرومي، وسرعان ما دبّ الشلل في جسده كلّه ووافته المنية، وعمره 37 عامًا مُخلّفًا أعمالًا كثيرة معظمها موجود في متحفه في مدينة آلبي وفيه 600 لوحة و330 مطبوعة حجرية و30 إعلانًا وبضعة آلاف من الرسوم.

رقم قياسي

وقد تمكن هذا الفنان من تحقيق رقم قياسي جديد في مزاد عقد في دار مزادات كريستي، وبعد وفاته بـ104 أعوام، وذلك عندما بيعت" لا بلانتشيسيوس"، وهي لوحة قديمة جدًا لسيدة صغيرة محترفة في غسل الملابس مقابل 22.4 مليون دولار أمريكي عام 2005.

ومن أشهر لوحاته "لوحة التحية للجمهور، والرقص في ملهى الطاحونة الحمراء، وجان افريل تغادر المولان، وصالون في شارع ديس مولان، وعاهرات تولوز لوتريك".
الجريدة الرسمية