رئيس التحرير
عصام كامل

أقسم بالله.. نحن في حالة حرب!


نردد كثيرا أننا نخوض حربا ضارية شرسة في مواجهة إرهاب منظم ومسلح، ويملك أموالا كثيرة، ومع ذلك فإننا نتصرف بما يتناقض مع ما نقوله ونردده.. أي نتصرف كأننا لا نخوض حربا، أو كأننا لا نواجه تهديدات، أو كأن التهديدات التي نواجهها مزعومة وغير حقيقية!


انظروا للخفة التي تناول بها البعض إعلان أمير تنظيم داعش الذي توعد فيه ثلاث دول عربية هي مصر والسعودية واليمن، بوصول تنظيمه إليها قريبا.. لقد كانت الاستهانة بهذه التهديدات هي الطابع الذي غلب على معظم ردود أفعال الكثيرين منا.

أتفهم بالطبع أن يرد بعضنا على هذه التهديدات بما هو أقوى منها.. مثل أن وصول تنظيم داعش لمصر سوف يكتب كلمة النهاية له، لأن شعبنا سوف يقضي عليه مثلما قضى على غيره من التنظيمات الإرهابية، والأعداء الذين جاروا عليه واستباحوا أرضه.

لكن التعامل باستهانة مع مثل هذه التهديدات، حتى لو كانت صعبة التنفيذ، أمر غير مقبول في ظل الحرب التي نخوضها الآن ضد الإرهاب وفقد فيها شهداء كثيرون، وتحملنا فيها الكثير من الخسائر المادية والاقتصادية، بل سوف نتحمل مستقبلا مزيدا من هذه الخسائر المادية والبشرية أيضا، لأن حربنا هي حرب - كما وصفها رئيس الجمهورية - حرب وجود.. وجود دولتنا الوطنية أي وجودنا كشعب واحد تاريخه ممتد منذ آلاف السنين.

فهذه التهديدات من قبل أمير داعش، تأتي بعد أن أعلن تنظيم بيت المقدس الإرهابي في سيناء البيعة لهذا الأمير، بل تغيير اسم تنظيمه من «بيت المقدس» إلى «ولاية مصر».. وإذا كانت هذه البيعة تلزم تنظيم بيت المقدس بالسمع والطاعة لأمير داعش، فإنها ترتب على الأخير محاولة تقديم المساعدة والدعم لبيت المقدس.. ومن هنا يجب أن نكون مستعدين وجاهزين لمواجهة كل الاحتمالات، خاصة بعدما امتدت حربنا مع الإرهاب من البر إلى البحر.
الجريدة الرسمية