رئيس التحرير
عصام كامل

مذيع زلبطة.. وآخر ممثل.. وثالث مولعاتي!


الخريطة الإعلامية في مصر، للأسف عشوائية مضطربة تسببت في إرباك المشهد السياسي أكثر ما هو مرتبك ومتخبط، وتشويش وعي المواطن وتضليله أحيانا وإفقاده الثقة فيما حوله والضحية هو المواطن والحقيقة.. لابد من إعادة النظر في الإعلام والتعجيل بإنشاء المجلس الوطني للإعلام بحسب نص الدستور لضبط الأداء وإلزام الجميع إعلاما فضائيا ومواقع إلكترونية وصحافة قومية وخاصة، باحترام عقل المتلقي وتقديم ما يفيده لا ما يحبه وما يتسق مع أولويات المجتمع والقضايا المهمة.. ومصالح الوطن.


الإعلام بكل فروعه وأنواعه يستلزم إجراءات فورية من داخله لتخليصه من الترهل والعبط والتراجع المهنى والتبعية لأي جهة، حتى يعود للقارئ والمشاهد والمستمع خالصا لوجه الحقائق.. والتنوير والرسالة الإعلامية السامية الهادفة.

انظروا إالى برامج التوك شو لتروا كيف وصل حالها وتدهورها؟! وكيف خرج مقدموها من المذيعين عن المألوف والمهنية والذوق.. فرأينا مذيعا حلق زلبطة لأن الحكومة تجاهلت طلبه بإقالة محافظ الإسماعيلية، إي والله ! ومذيعا ثانيا خرج عن مضمون برنامجه وتحول إلى ممثل فمرة يخرج علينا بعامل أنابيب.. ومرة صاحب محل سمك.. ومرة كذا.. ومرة كذا.. ومذيعا ثالثا تخصص في تسخين وتقليب فئات المجتمع بعضها على بعض.. وبث الإحباط واليأس والسواد. ومذيعا رابعا لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب وترك برنامجه على الهواء، لأن رئيس الجمهورية لم يقابله.. ومرة أخرى لأن قناته محرومة من الإعلانات. ومذيعا خامسا تحول ببرنامجه إلى جمعية خيرية وأحيانا يظهر في صورة واعظ وثائر ومعارض وشتام.. وأحيانا أخرى يظر في صورة الوديع ويبكى بالدموع على إيه.. متعرفش. 

الغريب أن معظم المذيعين ببرامج التوك شو هم من استضافوا قيادات الإخوان وقدموهم على طبق من ذهب حتى وصلوا للحكم.. ومعظمهم أيضا من عمل مع نظام مبارك ثم تحولوا وتلونوا، والآن يظهرون في صورة إحنا اللي عملنا ثورة ٣٠ يونيو وإحنا الثوار وأزحنا الإخوان، بينما الحقيقة أن الشعب والجيش هما من أزاح الإخوان ولولاهم لكان الإخوان يتربعون على حكم مصر ربما لسنوات طويلة أخرى.

وهنا أشير إلى نقطة مهمة إذا استمرت برامج التوك شو على هذا الأداء السيئ المتخبط العشوائى فلن يقبل عليها الجمهور بل سيطالب أصحاب القنوات بوقفها واستبدالها ببرامج أخرى تفيد المجتمع.. وإن كان ذلك لا يمنع وجود عدد من برامج للتوك شو جيدة ولكنها قليلة العدد.
الجريدة الرسمية