رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إعلان وزير الري إنشاء قناطر بـ500 مليون جنيه لتخزين المياه وإحياء مشروع توشكى.. عالم جيولوجيا: خسائر المشروع أكبر من مكاسبه ويُعد إهدار للمال العام.. وصلاح جودة: ليس له جدوى اقتصادية

الدكتور حسام المغازي،
الدكتور حسام المغازي، وزير الموارد المائية والري

اتخذت الحكومة المصرية عدة خطوات لإعادة إحياء مشروع توشكى، حيث أعلن الدكتور حسام المغازي، وزير الموارد المائية والري، عن تكليفه لقطاع التوسع الأفقى بإنشاء قناطر جديدة على مفيض توشكى بتكلفة تصل إلى 500 مليون جنيه، ويخزن المياه ما يوفر الكثير من المياه المهدرة خاصة وقت الفيضانات.


إنشاء القناطر، والتي سبقها تفقد لوزير الرى مشروع توشكى وترعة السلام، يعد إحياء للمشروع الذي بدأت فيه الدولة عام 1997 حينما دشنه الرئيس الأسبق حسني مبارك لتستخدم في استصلاح أكثر من 600 فدان في الصحراء الغربية ومن الممكن أن تصل إلى المليون في المستقبل، ورغم حماسة الدولة للمشروع في البداية إلا أنه توقف بعد ذلك بسبب عدة أسباب أعلن عنها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزوري، في مذاكرته التي نشرت في عدد من الصحف وكان أهم الأسباب "غياب الإرادة السياسية عن تكملة المشروع".

وظل المشروع متجمد إلى أن بدأ طرحه مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير والحديث عن ممر التنمية المرتبط بمشروع توشكى، وظل الحديث دون فعل حتى أبدى الدكتور حسام مغازي الاهتمام به مجددا خلال الأسابيع الماضية.

عودة مشروع توشكى مرة أخرى إلى الأضواء، جعل البعض يؤكد أن الاهتمام لن يؤدي إلى شيء خاصة أن الدولة اعترفت في وقت من الأوقات بعدم جدوى هذا المشروع فيما اعتبر الكثير من المتخصصين أن الأمر لا يفيد بقدر المجهود المبذول فيه.

من جانبه، رأى الدكتور بهى العيسوي، عالم الجيولوجيا، أن خسائر مشروع توشكى أكبر من مكاسبه، خاصة أن الدلائل العلمية التي تمت دراستها على هذا المشروع تؤكد أن أخذ المياه من جنوب السد مرفوضة تماما، وذلك نظرا لأن ارتفاع عمود المياه أو نقصه يؤثر على توليد الكهرباء، لافتا إلى أن المشروع يعد إهدارًا للمال العام.

وأضاف "العيسوي"، في تصريحات لـ"فيتو"، أن هناك عدة مخاوف تمنع إقامة المشروع منها "الملح بجانب التربة الطفيلية والمكونة من السيلكا والبازلت في ظل بيئة توشكى الزلزالية تجعل نجاح المشروع أمر صعب والزراعة فيها غير مضمونة".

ومن الناحية الاقتصادية، قال الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، أن مشروع توشكى لا يؤدى إلى منفعة عامة مفضلا أن تتم تنمية جنوب مصر وأن تكون هناك ميزانيات ضخمة لمحافظات جديدة منها شرق العوينات بدلا من التقليب في مشاريع أثبتت فشلها.

وانتقد "جودة" ما تفعله الحكومة تجاه المشروع بعد أن تم صرف 10 مليارات جنيه على المشروع، وبعد مرور 17 عامًا تبين للجميع أنه مجرد حلم جميل لم يتحقق منه شئ حتى الآن، بحسب قوله.

وأبدى المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، تخوفه من مشروع توشكى خاصة أن بنوده غير واضحة.

وعن الخطوات التي اتخذها وزير الري، قال إنه لا يمانع خطوات الدولة تجاه إحياء المشروع ولكن الأهم في تلك المرحلة هو عدم إهدار أموال جديدة في هذا المشروع.
الجريدة الرسمية