شيخ الأزهر: المستشرقون الإسبان أثروا المكتبة الإسلامية
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بارتورو ديل كولار، سفير إسبانيا بالقاهرة.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر -خلال اللقاء-عمق العلاقات بين الأزهر الشريف وإسبانيا، موضحًا أن العلاقة بين مصر وإسبانيا علاقة لا تحتاج إلى تذكير، وقال: مازلت أذكر إعجابنا أيام دراساتنا العليا في الستينيات، من القرن الماضي، بفضلاء المستشرقين، الذين أثروا المكتبة العربية الإسلامية بعيون الأبحاث والمقالات والتحقيقات التي مازالت تسعف الباحثين بمختلف تخصصاتهم، من أمثال "آسين بلاسيوس" وغيره، كما أن مجموعة من كبار الباحثين المصريين تخرجوا في الجامعات الإسبانية، وكان لهم دور محمود في الحفاظ على التراث الإسلامي، من أمثال الدكتور محمود علي مكي -رحمه الله- وغيره من الباحثين.
كما أبدى الإمام الأكبر استعداد الأزهر الشريف لاستقبال مزيد من الطلاب الإسبان المسلمين، حتى يتمكنوا من الحفاظ على عقائد المواطنين المسلمين الإسبان، ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة التي تنأى بهم عن الغلو والتشدد.
وذكر الإمام الأكبر أن الأندلس (إسبانيا) كانت حاضنة للفكر الإسلامي لعدة قرون، بل كانت المراكز الثقافية في المدن مثل طليطلة وغيرها، هي "الخميرة الأساسية" التي أصلحت ونهضت بالفكر الأوربي في العصور الوسطى، ومازلنا -إلى اليوم- ندرس في الأزهر كتب كبار علماء الأندلس مثل كتب أبي بكر بن العربي الإشبيلي، والباجي، وابن عبد البر القرطبي وغيرهم، مضيفًا أن الأزهر هو المؤسسة التاريخية -عبر أكثر من ألف عام - التي لا تزال تقوم بدروها في تثقيف المسلمين وتوعيتهم، والحث على الالتزام بمبادئ الدين بوسطية واعتدال.
ومن جانبه، أبدى السفير الإسباني سعادته باستقبال فضيلة الإمام الأكبر له بمشيخة الأزهر، مؤكدًا أنه سيعمل على توسيع دائرة التعاون بين إسبانيا والأزهر الذي تُقدِّر حكومته دورَه في نشر قيم التسامح بين الناس جميعًا، كما تقدر رعايته للفكر الإسلامي المعتدل في مصر والعالم كله.
وأضاف أن إسبانيا تقدِّر دورَ مصر في محيطها العربي والإقليمي، وتحرص على تنمية علاقتها بمصر وجميع المؤسسات، وبخاصة الأزهر الشريف، رمز الوسطية ومنارة العلم.