الحرب الضبابية الأمريكية على مصر
استقالة داليا زيادة مديرة مركز بن خلدون هو مشهد يراه الكثيرون من المتابعين لحركة الحياة السياسية في مصر على أنه انتصار حقيقى على الهيمنة الأمريكية والإخوان والجماعات الإرهابية، ولكنها في حقيقة الأمر كذبة كبيرة يرغبون أن ننغمس في وحلها وما هي إلا مجرد سياسات أمريكية لتغير قواعد لعبة الكراسى السياسية في مصر والغريب أن داليا ذكرت أن سبب استقالتها هي مقالة الدكتور سعد في المصرى اليوم بعنوان "هل نحاكم السيسي بتهمة تلقى أموال من الخارج؟"، وخلاصة المقالة أنه يبرر تلقي المركز أموالا من الخارج بأن هذا ما تفعله الدولة فلماذا لا يكون هذا أيضا حقا لمنظمات المجتمع المدني وهم شركاء الدولة من وجهة نظره طبعًا..
والغريب أن رأى الدكتور سعد هذا ذكره ويذكره في كل جلساته الخاصة وحواراته التليفزيونية من سنين وقد سمعته منه أكثر من مائة مرة وبالطبع سمعته داليا وكانت تردده للآخرين عن قناعة عميقة داخلية إذا فالأمر يحتاج توضيح.
فإذا نظرنا لمركز بن خلدون وتعمقنا في شخصية الدكتور سعد الدين إبراهيم وشخصية داليا زيادة سنجد أن الدكتور سعد كان المتحدث الرسمى والرئيس الفعلى للمركز وكان يؤدى دوره كما رُسم له من قبل من يمول المركز من الجهات الأمريكية وعندما كُلف بالترويج للمصالحة مع الإخوان نفذ الأمر كما ينبغى وعندما فشلت مساعيه للمصالحة رجع واعتذر ثم عاود التجربة أكثر من مرة، وفي ندوة مؤخرًا سمعته وشاهدته وهو يصف جماعة الإخوان بالإرهابية فكيف إرهابية وفى نفس الوقت يسعى للمصالحة ؟!
وإذ فجأة نشاهد داليا زيادة في الوقت الذي يدعو الدكتور سعد للمصالحة تذهب إلى أمريكا نفسها لتحارب الإخوان وتطالب بإدراجهم كجماعة إرهابية فهل فعلت داليا زيادة هذا من نفسها؟ وهى التي تعمل وتمول من أمريكا التي تحارب بكل طاقتها من أجل أن تعيد الإخوان إلى كرسى الحكم وببساطة من يدفع تكلفة سفريات داليا ومؤتمراتها في أمريكا ؟ هل من أموالها الخاصة ؟ أم هي أموال بن خلدون والتي هي في الأصل أموال أمريكا؟
فمن يتابع الموقف عن كثب ويديره في عقله يكتشف أنها لعبة تديرها أمريكا لخلق نوع من الضبابية والدخان الذي يعمى عيون المصريين عن الحقائق التي تدبر لهم بحيث يختلط الأمر على الناس جميعا بما فيهم الساسة أنفسهم فلا يستطيعون التمييز بين العدو الحقيقى ومن يحب هذا البلد ويعمل لصالحها.
فكيف لم يتذكر أحمد موسى العقيد والباحث عمرو عمار صاحب كتاب الاحتلال المدنى والذي خصص له عدة حلقات في برنامجه لكشف حقيقة المتآمرين على مصر ومن ضمنهم الدكتور سعد الدين إبراهيم وداليا ذيادة نفسها والذي كشف حقيقة المشرف اليهودى الصهيونى لرسالة الماجستير الخاصة بها وكيف نسى أحمد موسى غضبه واستنكاره لشخصية داليا زيادة والتي كان يجهلها بالفعل واليوم تظهر داليا في نفس البرنامج الذي أهينت فيه ومع نفس المذيع لتظهر بطولتها باستقالتها.
داليا زيادة تريد أن تؤسس لمنتدى آخر يجمع المستقيلين من بن خلدون ألم يذكرنا هذا بجماعة الإخوان المنشقين والذين اكتشفنا أنهم مجرد جماعة تنتمى كلية للجماعة الإرهابية ولكنها سياسة مسك العصى من المنتصف لكى تظل سياسة التنظيم الدولى مستمرة.
سؤال لم يسأله أحمد موسى لدليا زيادة من سيقوم بتمويلك ؟ والإجابة بالطبع التي لن تصرح بها داليا وهى أن المنتدى المزمع تأسيسه هو فرع آخر لابن خلدون وهو تابع للسياسة الأمريكية.
ربما لا يعلم البعض أن داليا زيادة شيعية الاتجاه ربما تريد الإدارة الأمريكية صناعة بطل جديد وسط الجماهير حتى تثق به وتكون هي المنفذ التي ينفذ منه الشيعة داخل مصر لتأسيس حرب أهلية بين الشيعة والسنة والتي فشلوا في إشعالها بعدة طرق سابقة.
نحن في حالة حرب حقيقية ومن نوع أشد شراسة من حروب مضت فيجب ألا تعمى عيوننا تلك الحرب الضبابية الأمريكية من خلال منظمات المجتمع المدنى التي زرعت في مصر لتنفيذ أجندات أمريكية حتى لو تظاهرت تلك المنظمات بكراهيتها لأمريكا وسب سياستها فكلنا سمعنا جماعة الإخوان كل يوم تسب وتلعن وتتهم الكل بعمالتهم للسياسات الأمريكية وهم عملائهم المخلصون وأول من استنجدوا واستقوا بهم لإعادتهم لحكم مصر. والسؤال المحير بالفعل هو هل الأجهزة الأمنية تتابع هذا عن كثب؟
فلك الله يا مصر حماك الله ورعاك.