رئيس التحرير
عصام كامل

وباب "التوبة الوطنية" مفتوح يا داليا !!


منذ فترة وتغيرات في مواقف الناشطة داليا زيادة تشي بأن شيئا ما يجري..مراجعات..تراجعات..حسابات مختلفة سمها كما شئت..لكن الخلاصة فى الأخير تقول إن داليا زيادة ابنة مركز ابن خلدون، اليوم ليست هي داليا زيادة ابنة المركز نفسه قبل عام..حتى إنها حملت الفترة الماضية جزءا من شرف وأعباء التصدي للإخوان خارج مصر وفضح جرائمهم وكشف مؤامراتهم..


وقد هاجمناها سابقا وبعنف وتقبلت الأمر واعتبرته حوارا وردت في تحضر.. لكن كان منطقيا أن نعتبر الأمر توزيعا للأدوار بينها وبين أستاذها ومعلمها..أو على الأقل مناورة تستهدف امتصاص الغضب تجاه ابن خلدون وصاحبه ومن فيه..وأنه ليس في الإمكان الصدام مع الإدارة المصرية الجديدة بعد 30 يونيو..ولا الوقوف إلى جانب الإخوان الآن..وأن المسألة تنتظر أشهرا قليلة حتى تعود داليا إلى مواقف ابن خلدون ويحدث التماهي والانسجام وكأن شيئا لم يحدث..

إنها اللعبة الأمريكية الجديدة..لا تريد أن تتكشف الأمور وتصبح صريحة ويكون اللعب على المكشوف..بل تريد أن يبدو الأمر وكأن الخلاف مع الإدارة المصرية موضوعي ومنطقي فتعطي وقتا لنفسها للصدام..هكذا فعل كثيرون..كلكم تعرفون أسماءهم بين أدباء وكتاب وإعلاميين وغيرهم قالوا في الظاهر إنهم مع 30 يونيو لأنه لم يكن أمامهم بدائل أخرى في ظل فشل ذريع للإخوان وطوفان بشري هائل ضدهم ومع السيسي لكن ما هي إلا أسابيع وعادوا لقواعدهم سالمين..لا يقولون إنهم مع الإخوان وإنما التعليمات لديهم هي وضع العصا في العجلة وإيقافها بأي طريقة!! لابد من إفشال المشهد..بعد أن فشل من قبله..والهدف أيضا إفشال أي مشهد قادم في مصر بأي طريقة لتبقى مصرنا وطنا للفشل..وللارتباك..ولكن هيهات!!

أما عند داليا فالأمر يبدو مختلفا..كثيرون يصدقونها ونحن معهم نصدقها..التراجع اعتذار في حقيقة الأمر..والاعتذار مقبول.. وباب التوبة الوطنية مفتوح لمن يريد..وسبق أن قلنا إنه لا داعي لمعايرة ومهاجمة وتكذيب كل من يعود إلى صفوف الناس..هناك أسماء كثيرة راجعت مواقفها وتراجعت عنها..لن يكون طارق الخولي أولهم ولن تكون داليا زيادة آخرهم..ومادام لا توجد تهم تتعلق بالدم أو بالمال فأهلا بكل من يراجع ويتراجع..نريدهم هنا..ولا نريدهم هناك..وإن كنا سنهاجم ونظل نهاجم ونتهجم على كل عائد إلى صفوف المصريين فإننا نشجع على بقائهم هناك مادام الأمر في الحالتين واحدًا!

أهلا بداليا زيادة..ولقد مدح القرآن الأوابين..وهم الذين يعودون إلى الحق متى عرفوه..وقد عادت داليا بلا تردد وبغير تكبر.. ونحسبها منهم ونحسبها أيضا من اليوم في صفوف المقاتلين والمقاتلات في فضح أي مخطط يستهدف الوطن على أن تبقى في حمى وطنها وفي حماية شرفاء المصريين !

أما سعد إبراهيم وبعيدا عن داليا وقرارها بالاستقالة من المركز والابتعاد عنه، إلا أننا نقول له: فيوم قادم قريب..بل نراه أقرب مما تتخيل ويتخيل الكثيرون!
الجريدة الرسمية