رئيس التحرير
عصام كامل

الكينج منير.. فضحهم !


لاشك أن مسئولية القلم أخلاقية.. بالدرجة الأولى.. فليس على الكاتب أو المفكر أو صاحب الرأي سلطان إلا ضميره وصالح وطنه ومجتمعه وتلك أمانة أخلاقية قبل أن تكون وظيفة أو مهنة أو أكل عيش.. إذن القلم أمانة وشرف الكلمة نافذ وتأثيرها لا حدود له وخطورتها لا تخفى على ذي عينين.. وكما للأقلام دور عظيم فإن للفن أيضا دورا كبيرا وفعالا ونافذا هو الآخر في تشكيل وجدان الناس ووعيهم وتبصيرهم بالحقائق وصياغة منظومة قيمهم وأخلاقهم ومثلهم العليا.. وبقدر ما يخلص أهل الفن وأصحاب القلم والإعلام عموما والنخبة والأحزاب في كتابة وإثارة وتقديم ما يحتاجه الناس تأتي الثمار طيبة في صالح الأوطان بناءً وتعميرا وتطويرا وتقدما ورخاء وحصانة من الأفكار الهادمة والمدمرة..


أما حين يتجردون من الفضيلة وتتنازعهم الأهواء وتهيمن عليهم مصالحهم وأغراضهم الضيقة فإنهم يلبسون على الناس أمرهم ويدفعون المجتمع وخاصة الشباب منهم للتخبط والتشويش ويجعلونه بيئة خصبة للشائعات والانقسام والوهن والتطرف ومسالك الشيطان مثلما رأينا في السنوات الأخيرة - ومازلنا - حين أسهم الإخوان وبعض الإعلام وبعض النخبة ونشطاء السبوبة في حرق الوطن وتعريضه للخطر والفتن لولا عناية الله سبقت وكلمة الله نفذت وجمع الله قلوب الناس على ثورة ٣٠ يونيو التي صححت المسار واستعادت الدولة من براثن اليأس والفوضى والحرب الأهلية. ومازالت مصر تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة وأعداء الداخل والخارج..

ولعل رسائل النجم المتألق محمد منير التي وجهها في حفله الغنائي الذي أقيم بجامعة الأهرام الكندية إلى الشباب وتوعيتهم بخطورة المرحلة والظروف الصعبة الحالية.. ومطالبتهم بالتكاتف وراء الدولة حتى تعود إلى مكانتها من جديد وتتخطى المرحلة الحرجة التي تمر بها.. والاستمرار في حب الوطن.

لاسيما في ظل المؤامرات التي تتعرض لها البلاد والتي سيأتي اليوم للكشف عنها ومن ورائها حتى ولو بعد ٥٠٠ عام! قال: انظروا لبكرة وبصوا لقدام ثم غنى «لا انهزام ولا انكسار» لعل ذلك يؤكد أهمية ودور الفن الهادف.

إن ما قدمه «الكينج» منير من خلال فنه ليت تتعلم منه نخبتنا المتناحرة المنقسمة.. وأيضا إعلامنا وأحزابنا وأزهرنا وتعليمنا ووزارة ثقافتنا.. ووزارة شبابنا!!

إن أداء كل هؤلاء يحتاج لإعادة تقييم وتصحيح مسار لاسيما في هذا التوقيت الصعب الذي تمر به مصر التي تواجه حربا شرسة برا وبحرا وتحديات معقدة وظروفا إقليمية أكثر صعوبة وإرهابا يتستر بالدين ومخططات إقليمية وعالمية أشعلت الفتنة ولم تستطع إطفاءها.. وللأسف يساعد بعض النخبة وأحزابنا وبعض إعلامنا في تكريس الأزمة وتعقيدها حين يبعدون الناس عن أولوياتهم وقضاياهم المصيرية.. فهل يبادر هؤلاء بإصلاح خطابهم ومسارهم حتى يشاركوا الشعب ورئيسه في بناء الوطن وهزيمة المؤامرات.. خذوا العبرة من الكينج منير..
الجريدة الرسمية